(12) والملوك ، ودعوتهم إلى الاسلام ، أمثال ملك الروم وملك الفرس وملك الحبشة وزعماء النصارى في بلاد العرب وغيرهم، كما تم استقبال السفراء والمبعوثين من كثير من القادة والزعماء ، وقبول هدايا البعض منهم ؛ إقرارا للصحيح من العرف الدبلوماسي الذي تتعامل به الدول ، وتثبيتا لمبادئ السياسة الخارجية للدولة الاسلامية .
وبذا برزت الدولة الاسلامية كقوة سياسية كبرى تسير في علاقاتها على هدي عقائدي وقانوني متقن .
ويثبت القرآن الكريم وسنة الرسول (ص) العملية ما يلي :
إن محور السياسة الخارجية في الدولة الاسلامية هو (الدعوة إلى الله) ، فالدعوة هي محور نشاط الدولة الاسلامية ، والقوة المحركة فيها ولها ، وهي التي تجعل من الدولة قوة فكرية وحضارية ذات دور قيادي في البشرية ، وعندما تتخلى عن حمل الدعوة الاسلامية ، تتحول إلى جهاز إداري وخدمي وسلطوي فقط .
إن الدولة في المفهوم الاسلامي هي أداة لخدمة المبادئ ، وحمل الرسالة الاسلامية إلى العالم ، وهي الوكيل الشرعي عن الامة ، والممثل لاهدافها ، والمتحمل لمسؤولية الاسلام والإعمار وإقامة العدل فيها .
إن نمط العلاقات الخارجية في الدولة الاسلامية كالحرب والسلام والصلح والتعامل والمقاطعة والمرونة والحدية ... الخ ، تحددها مصالح الاسلام والمسلمين .
وعلى أساس الموقف من الاسلام قسم الفقهاء الدول والافراد إلى قسمين : (محارب ومعاهد) .
وعليه يبنى التعامل والعلاقات الخارجية والداخلية مع مراعاة الظروف العارضة والحالات الطارئة وتكييف الموقف السياسي تجاهها ، ثم العودة إلى العمل بالحكم الاول بعد زوال الطارئ والعارض .
وقد رأينا من سيرة الرسول الكريم أن سياسته في التعامل مع القوى السياسية والدول القائمة على أساس الافكار الجاهلية الوثنية أو الكتابية كالآتي :
1 دعوتهم إلى الاسلام عن طريق الحوار والمراسلات والمبعوثين .
Shafi 18