108

كان الرسول (ص) يمثل رأس السلطة السياسية، وله الولاية العامة على المسلمين جميعا ، فقد كان يحمل في شخصه الكريم صفتي النبوة والامامة ، وكان نبيا مبلغا عن الله سبحانه ؛ كما كان حاكما وقائدا يمارس قيادة الجيش ومسؤولية القضاء وتمثيلا لمسلمين ، ورئاسة الدولة . وفي تلك الفترة بدأ التثقيف والتشريع السياسي من قبل الوحي والنبي الكريم، لتفقيه المسلمين سياسيا وتنمية مفهوم الدولة والسلطة والحكم والسياسة والقضاء والولاية والامامة وغيرها من المفاهيم والمصطلحات السياسية . وبذا جاءت العشرات من الآيات والأحاديث النبوية الكريمة ، وقد اعطي رسول الله (ص) الصلاحيات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية كافة ، بقول الله الحق :

(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ). (الاحزاب / 6)

(فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ). (النساء / 59)

(11)

كما ثبت القرآن بعد ذلك وجوب طاعة الرسول ووجوب طاعة ولاة الامر الذين يتحملون مسؤوليات القيادة الادارية والعسكرية والمالية والسياسية ... الخ ، الذين يعينهم الرسول بقوله :

(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم ).( النساء / 59 )

وقد انتهج الرسول (ص) سياسة الشورى في ادارة شؤون الامة ، رغم أنه مسدد بالوحي بعد أن أمره سبحانه بقوله : (وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله ) .

وتشهد بعض الاحداث والوقائع العسكرية والسياسية في حياة الامة أن رسول الله (ص) كان يشاور أصحابه ويحترم رأيهم ويثريه ، بل ويأخذ برأيهم في بعض الاحيان عندما يرى المصلحة في ذلك لا سيما في الامور التي هي ليست من شؤون التشريع وتثبيت الاحكام التي يختص بها الوحي والرسول (ص) .

Shafi 16