(7) ذكر المفسرون أن هاتين الآيتين نزلتا في زعيم النفاق عبد الله بن أبي بن سلول وكان سبب النزول أن رسول الله (ص) غزا بني المصطلق(1) فنصره الله عليهم وأظفره بهم ، وكانت المعركة قد وقعت قرب بئر تسمى (المريسيع) وحول هذه البئر ازدحم الناس ليستقوا منها ، فتزاحم على الماء أجير لعمر بن الخطاب ، اسمه جهجاه ابن سعيد من بني غفار مع رجل اسمه سنان الجهني من الخزرج ، فاقتتلا فأعان رجل من المهاجرين واسمه (جعال) جهجاه على الآنصاري ، فاستغل عبد الله بن أبي بن سلول الفرصة ، وتدخل لاشعال نار الفتنة وإحداث الفرقة والخلاف في صفوف المهاجرين والانصار ، ولما اشتد الجدل بينه وبين جعال ، قال : «قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا ، والله ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل يعني بالاعز نفسه وبالاذل رسول الله (ص) ، ثم أقبل على من حضره من قومه فقال : هذا ما فعلتم بأنفسكم ، أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، أما والله لو أمسكتم عن جعال وذويه فضل الطعام، لم يركبوا رقابكم ، ولا وشكوا أن يتحولوا من بلادكم ، ويلحقوا بعشائرهم ومواليهم»(2).
وهكذا تصور لنا هذه الحادثة الدور التخريبي والتحريض الخبيث على فرض الحصار الاقتصادي على المهاجرين وشق الصف الاسلامي .
4 المؤسسة الضرارية والتنسيق مع دولة الروم :
وفي مورد آخر يتحدث القرآن عن النشاط السياسي والتآمري للمنافقين، النشاط الذي حاولوا التستر عليه وإخراجه بصيغة مشروع خيري عبادي .
Shafi 11