Hanya Madaidaiciya
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم - الجزء1
Nau'ikan
ولما وجدنا الأمة اختلفت على قولين مختلفين مشهورين فقالت فرقة الإمام علي بنص النبي وقالت الأخرى الإمام أبو بكر باختيار الأمة واجتمعت الفرقتان على عدم جواز إهمال الخليفة من الخليقة قلنا فهل لله خيرة اصطفاها على خلقه قالتا نعم لقوله تعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة قلنا فمن خيرته فأجمعتا على المتقين لآية إن أكرمكم عند الله أتقاكم قلنا فهل له من المتقين خيرة فأجمعتا على المجاهدين لآية وفضل الله المجاهدين قلنا فهل من المجاهدين خيرة فأجمعتا على السابقين لآية لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح قلنا فهل له خيرة من السابقين فأجمعتا على أكثرهم نكاية في أعداء دين الله لآية فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره قلنا فمن كان أكثر جهادا أبو بكر أم علي فأجمعتا على علي قلنا فقد علمنا من الكتاب والإجماع أن عليا أفضل فهو أحق فتفضيل أبي بكر بعد ذلك من المحال لأنه من أحكام الخيال لأن العقل والتخييل يتفقان على مقدمات الدليل فلما تظهر النتيجة ينكص الخيال عنها ويستقر العقل عليها.
وهنا اتفق الفريقان على المقدمات فلما وصلا إلى تفضيل علي رجع المبطلون إلى خيالهم الموجب لضلالهم واستمر المحقون على قضاء عقولهم المخلص من وبالهم.
وأيضا قلنا للفريقين من المتقون فأجمعا على أنهم الخاشعون قلنا فمن الخاشعون فأجمعا على أنهم العالمون لآية إنما يخشى الله من عباده العلماء قلنا فمن العالمون فأجمعا على من كان أحكم بالعدل لآية يحكم به ذوا عدل قلنا فمن أحكم بالعدل فأجمعا على أنه الأهدى إلى الحق لآية أفمن يهدي
Shafi 81