Hanya Madaidaiciya
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم - الجزء1
Nau'ikan
قالوا الطاعة بموافقة الأمر والمعصية بمخالفته لا بموافقة الإرادة ومخالفتها قال الله تعالى أفعصيت أمري ولم يقل إرادتي لا يعصون الله ما أمرهم ولم يقل فيما أراد منهم فلا لوم على معاقبة العاصي وإن وافقت المعصية إرادته قلنا الأمر والإرادة متلازمان والمخالف فيه مكابر وقد قال تعالى ولا يرضى لعباده الكفر ولو كان مريدا له كان راضيا به لاتحادهما ضرورة فإذا تلازم الأمر والإرادة لم يبق فرق بين ذكرها في العصيان وذكره وسؤال التعيين ساقط عند المحصلين وقد قال الله تعالى ولا يريد بكم العسر وأي عسر أكبر من القهر على المعصية ورفع التمكين منها ثم يعاقبه عليها ولو أمر الله بما لا يريد لكان عابثا تعالى عن ذلك قالوا أمر إبراهيم بذبح ولده ولم يرده لعلمه أولا بعدم وقوعه قلنا قد ذهب أكثر المحققين إلى وقوعه وأن الله تعالى كان يوصل الأعضاء بعد قطعها وذهب جماعة إلى أنه أمر بمقدمات الذبح لا بالذبح فأضجعه وغلب على ظنه أنه سيؤمر بالذبح.
قالوا قد وقع من الله أنواع الآلام بغير المستحق كالأطفال والأولياء وغير ذلك من الموت ومصائب الدنيا ولم ينسب إليه ظلم في شيء منه فكيف ينسب إليه الظلم فيما يريده وهو يكتسب لغيره قلنا الآلام المذكورة علم فيها مصلحة واختبارا وضمن في مقابلتها عوضا يختارونه عليها فخرجت بهذين عن كونها ظلما وعبثا بخلاف الصادرة منا فبطل قياس المنافق لعدم الجامع وحصول الفارق
Shafi 34