فصل
الله تعالى يفعل لغرض ومصلحة يعودان إلى خلقه لا إليه لامتناع احتياجه للزوم العبث لو خلا عن غرضه وهو قبيح عقلا فلا يقع منه كما مضى في تقريره والأشاعرة نفت غرضه تعالى وهم عن الصراط لناكبون حيث أعرضوا عن قوله تعالى أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون وقد بين الله تعالى الغرض من بعث المرسلين بأنه لنفي حجة الناس عن رب العالمين ولو أضيف العبث إلى أحد من هؤلاء لتفصى عنه وتبرأ منه ولما حكم عقله بقبحه نفاه عن فعله فكيف عمي إذ نسب ربه إلى مثله شعرا
أيحسن أن يبني قصورا مشيدة
بأحسن أوضاع وأكمل هيئة
ويهدم عمدا لا لمعنى وإنه
ليقبح هذا في العقول السليمة-.
تذنيب
يريد الله تعالى الطاعات ويكره المعاصي لما علمت من حكمته ولأمره ونهيه المستلزمين لإرادته وكراهته ولو لم يكره الرب المعاصي لما حكم على الكافر بأنه عاص
فصل
قضت الضرورة باستناد بعض الأفعال إلينا لوقوعه بدواعينا ولو لا ذلك لقبح أمرنا ونهينا فانتفت عنا طاعاتنا ومعاصينا إذا انتفى عنا تأثيرها وسيأتي ذلك في بابه مستوفى إن شاء الله والقضاء والقدر اللذان يستند الخصم بهما إلى المحال وحمله التأويل الفاسد على الانصراف عن الهدى إلى الضلال فلهما محامل تطابق اللغة العربية موجبة لتنزيه بارئ البرية يتعين الحمل عليها لقضاء الفعل بها والتجاء الضرورة إليها
Shafi 22