Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Nau'ikan
كيف له أن يهدأ ويصفو بالا، وهو الذي سبق له التمثيل بأبيه وإخوته باستثناء هو وها هو اليوم يسلبه حبيبة قلبه، الجليلة بنت مرة، التي أصبح ينام ويصحو على أخبار محاسنها، وهي في الطريق إليه إلى دمشق وغوطتها الساحرة.
الفصل السابع
خديعة التبع المتجبر
كانت خطة الأمير الفلسطيني «كليب» التي رسم أبعادها وخطواتها مع حبيبته «الجليلة بنت مرة» تتمثل أولا في قبولها وترحيبها الشديد بالزواج من الملك التبع حسان. - فليس في الوجود كله، من هي أحسن وأرفع حظا مني؛ أن تمتد إلى شخصي الضعيف أنامل «ملك الملوك التبع حسان».
باغت كليب الجليلة مقررا. - وأرجو أن تنسيني تماما، وكما لو أننا لم نلتق من قبل. - كيف؟ - سأختفي عن كل الأنظار.
تساءلت الجليلة، وهي تتطلع ببصرها عبر الأفق اللانهائي غير مصدقة: كل الأنظار ... أين؟
قاربها كليب مهونا وهو يأخذ أناملها بين كفيه في حنو: سأخبرك يا جليلة في الوقت الملائم بمخبئي وأين سأكون؟
أعادت الجليلة التساؤل: وحدك؟ - لا، بل أنا ورجالي الذين سأعيد اختيارهم هذه المرة بكل حذر.
من جديد قاربته الجليلة فزعة مما يحدث: لكنك تعرف يا كليب أكثر من غيرك، بمدى الخطر الكبير الذي لا مهرب منه، فالتبع لا ينام الليل بحثا عنك، ورجاله وعيونه وبصاصوه أصبحوا لا يتركون شبرا في الأرض بحثا عنك، وعن رجالك.
ابتعدت الجليلة قليلا عنه مختطفة حقيبة صغيرة من أحد الأركان، مخرجة مجموعة من الأوراق - الجلدية - دفعت بها إلى كليب؛ قائلة: وهذا ما توصل إليه رجالنا، وعاد إلى به رسلي من داخل القصر الحاكم ذاته، ولك أن تتصور بنفسك عقب قراءة كل هذه المدونات، مدى ما وصل إليه جنونه للإمساك بك.
Shafi da ba'a sani ba