Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Nau'ikan
وكان تقدم أسطول الملك يثير رهبة محبيه تسري عدواها في كيان شامة كله كلما اقترب موكب الملك النهري أكثر فأكثر.
كان التبع قد أقبل في موكبه النيلي لاستقبال حبه ومطلع صباه. - شامة ... حبي ... هنا في ربوع مصر.
عانقها طويلا وهو يغفو مستريحا على كتفها كمثل مخلوق بشري يعاني إرهاقا يؤججه الجلد ثقيل الأعباء. - اشتقت إليك طويلا طويلا يا شامة.
أشار إليها بذراعه محتضنا مسرا. - ها هي مصر العدية تهفو لاستقبالك.
ها هي حلمنا القديم معا.
تطلعت منبهرة من ضخامة المباني والمنشآت المحيطة بالنيل، الذي تحف به الزهور البرية النضرة، وسط ذلك الإشراق الكبير الذي يطبع قطاعات الحياة في موطن الأسلاف الفراعنة. - أطال الله بقاءك وأمجادك؛ فأنت زوجي وأبي بعد الأمير الميمون.
وحين رست سفينتها على مربض أحد القصور المشرفة المتعالية البنيان والروعة، أنزلها الملك سيف آخذا بيدها على مشهد من أمراء مصر وشيوخها وكبرائها، الذين قدموا من كل صوب لاستقبال الملكة محملين بالزهور وسنابل القمح وثمين الهدايا والفنون الباهرة التي اشتهرت وعرفت بها مصر في العالمين.
خاطبها الملك سيف قائلا مرحبا: أهلا بك في بلدك وقصرك يا شامة.
حتى إذا ما انتهت مراسيم واحتفالات الاستقبال والتعارف التي أقيمت لها، تذكرت من فورها خطتها التي جاءت بها، والتي لازمتها كحلم عذب طوال الفترة السابقة، وهو أن تستفرد بالملك سيف عبر رحلة إلى بلاد الشام لزيارة ابنهما، فعاجلته: ألم يتملكك الحنين لرؤية ولدنا دمر بعد طوال غياب؟
هنا زفر الملك، وكأنه يتخفف من أعبائه: أجل يا شامة، قريبا سنشد الرجال معا إلى بانياس لنعرج بعدها معا إلى زيارة «البيت الحرام» ويثرب.
Shafi da ba'a sani ba