Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Nau'ikan
وقبل أن يفيق سيف أرعد من هول ما حملته إليه الأنباء محاولا إعادة السيطرة على جيشه وفيالقه، كان ابن ذو اليزن يأخذ طريقه للحاق ببقية جيشه والإطباق من الخلف على سيف أرعد ذاته، مما خفف الحمل الجسيم عن «أحمرا» ودفع بقمرية من جانبها إلى التشدد والمواجهة، وكأنها بهذا إنما تحكم إطباق فكي الكماشة على جيش الحبشة بقيادة سيف أرعد.
واشتدت وطأة القتال الذي امتد إلى داخل أحمرا ذاتها، خاصة حين دخلها سيف اليزن بجنوده، مواصلا خداعه وتنكره، في محاولة للحاق والإمساك بسيف أرعد ذاته.
إلى أن أصبح وجها لوجه مع أمه قمرية التي كانت قد استبعدت مجيء ابنها لمناصرتها في هذا الحصار والهجوم المباغت من جانب الأحباش.
إلى أن أطبقت عليه بفيالقها في محاولة لتصديه وقطع رأسه، بعدما فر سيف من أمامها.
فما كان من سيف اليزن إلا أن خلع زيه وتنكره كحبشي - أسود - على مشهد من أمه قمرية المتوثبة لقتله، ما سحا عنه حتى لونه معلنا: أنا سيف اليزن، هيكل يا أماه!
الفصل الخامس والعشرون
سيف بن ذي يزن تبع حمير المنتظر
تلك هي المرة الأولى، التي وعي فيها سيف بن ذي يزن على نفسه بعدما مادت أرض القلعة الرخامية من تحته، فسقط في ذلك الفخ - الملغم - المفتوح الفاه عن آخره.
وذلك لحظة إطباق ملكه أحمرا - قمرية - عليه على رأس جنودها من كل جانب، كمثل نمر مفترس هائج، مشهرة سيوفها وقواطعها وحرابها، لتهوى بها على رأسه. - اقتلوه!
كانت تلك هي المرة الأولى، التي فتح فيها سيف عينيه عن آخرهما وهو مجندل مقيد بالحديد و«الكلابات» والجنازير فزعا صارخا في وجه أمه الملكة المحاربة قمرية وهي على ظهر الشهباء فرس ذو اليزن متقلدة عدة حربه شاهرة حسامها استعدادا لكي تهوي به على رأسه فصرخ في وجهها: حذا ... أنا سيف ... هيكل ... ابنك.
Shafi da ba'a sani ba