وها الوقت دا شوبة
فهذه الإلهة الكاهنة شما، التي كان لها وحدها «ثلث المشورة» عبر حروب ومنازعات بني هلال في الهند وسرنديب واليمن والجنوب العربي بعامة ... هذه إلهة تتشابه في الكثير من الوجوه مع إلهات الحرب الأنثيات، وأبرزهن الإلهة «أثينا» في قيادتها للتحالف القبلي الهليني اليوناني في حروب وحصار طروادة.
ومثلها هنا مثل «الجازية»، فيما سيلي من أحداث الريادة وفتوحات بني هلال في الشام وفلسطين ومصر وليبيا لحين حصار تونس والمغرب العربي بعامة حتى الأندلس التي كان يحكمها أبو زيد الهلالي.
وهنا نكون قد وصلنا إلى الحلقة الثانية، أو المجلد الثاني لسيرة الهلالية، التي تبدأ أحداثها برحلة السلطان حسن وأبي زيد من بلاد السرو التي نرجح أنها وادي الأردن وفلسطين إلى نجد، بقومهما بالطبع بنو دريد وبنو الزحلان إلى نجد، حيث تعيش قابل بني زغابة المنحدرة من ذرية جبير، إلى أن تصل بنا إلى نسب بطل التحالف اليمني والجنوب العربي بعامة، الأمير غانم، وابنه دياب.
أما السبب الدافع لتلك الهجرة، من ربوع وادي الأردن وفلسطين، فلم يكن سوى القحط والجفاف.
والملفت هنا أنهم عبر هجرتهم الجماعية إلى نجد، يخوضون أولى حروبهم، مع من؟ مع يهود التحالف اليهودي الخيبري، وهي حروب طويلة ومضنية تستغرق وقائعها الجانب الأكبر من الحلقة الثانية للهلالية، لحين تحقيق انتصاراتهم على اليهود الخيبريين الذين كانوا في بعض عصورهم التاريخية يتصدون لمحاربة الأكاسرة الفرس المجوس.
ففي هذا الجزء أو الحلقة الثانية للهلالية وسيرتهم، تستقر تحالفاتهم من عرب نجديين أو حجازيين قيسيين، وجنوبيين يمنيين قحطانيين أو حميريين.
وتجيء هذه التحالفات تحت شارة أو راية أو طوطم الهلال.
فيقدم السلطان حسن بن سرحان على الزواج من أخت دياب بن غانم وتدعى «نافلة»، وفي ذات الوقت يقطع السلطان حسن عهده لقائد ورأس التحالف اليمني دياب بن غانم على أن يزوجه أخته «نور بارق» التي تسمت بالغازية أو الجازية، التي سترث أمها السالفة «شماء» في قيادتها لحروب وهجرات بني هلال حتى ليصبح لها ثلث المشورة.
وتحدث عبر هذه الحلقة الثانية سلسلة من الحروب والإغارات القبلية تمتد ساحتها على طول الجزيرة العربية.
Shafi da ba'a sani ba