على ظهر خطر الغزال تصيد
وراءهم أبو ضرغام شيخ شبابنا
ستة آلاف قومه وتزيد
أنا أبو زيد الهلالي سلامة
لخلي الفوارس على التراب مديد
وأفني أكابركم وكل رجالكم
وأجعل دماكم على التراب تزيد
وفي هذه الحرب التي حسمها فارس الخضرا دياب بن غانم بقتله للغضبان، وفتح بلاده «وولى بنو هلال ابنه» بدلا منه، على أن يدفع لهم الجزية، وواصلوا زحفهم إلى أن نزلوا العراق، وعرف حاكمها واشتهر بالكثير من الفضائل والفروسية والمآثر يقال له الخفاجي عامر - يحكم على البصرة وبغداد والموصل والعراق وما يلي تلك البلاد - عنده من الأبطال والفرسان نحو مائتي ألف عنان، فبينما هو جالس في الديوان وحوله الوزراء والأعيان، إذ قد دخلت عليه الرعيان، وقالوا له: «اعلم يا ملك الزمان أن بني هلال قد دخلت ديارنا وأكلت من ثمار بساتيننا وأشجاره، وهم كالجراد المنتشر لم يعرف لهم أول من آخر وقد هربت من أمامهم الرعيان.»
إلا أن رأس التحالف الهلالي السلطان حسن بن سرحان عرف كيف يخاطب الخفاجي عامر ويخبره بغرضهم، وهو مجرد المرور عبر بلاده في طريقهم إلى المغرب العربي، وهو يكتب له منشدا ومحييا جوده وسخاءه ومعشره الطيب قائلا:
ونحن يا أمير لنا بالغرب سادة
Shafi da ba'a sani ba