163

Sirat Bani Hilal

سيرة بني هلال

Nau'ikan

ولما وصل الخبر إلى أبو زيد أتى من الأندلس إلى حسن، فسلم عليه ورحب به غاية الترحيب، ثم سأله أبو زيد ما فعل؟ فقال له الأمير حسن: «ما عملت مع دياب إلا سجنه، فإن كنت قتلت أولاد عمه وأخواته، فإنه قتل أخي وخطيبة مرعي، وجرح مرعي، وجرح قلبي عليهما، فقابلته بمثل ما قابلني، وجرحت قلبه عليهم.» ثم إن الأمير حسن بعث ألف فارس إلى تونس، وأمرهم أن يحضروا له خزانة تونس وسلاح دياب وأثاث بيته، وكل ما في قصر الزناتي يحضروه، فحالا ذهبوا، وأحضروا ما أمرهم به الأمير حسن.

اغتيال دياب للسلطان وأبي زيد

وبسجن دياب وأسره بالقيروان عند السلطان حسن الهلالي، تحدث بضعة أحداث جانبية؛ منها مقتل الأمير يونس، وحزن بني هلال عليه طويلا، ومنها حكاية استطرادية تحدث لزوجة أبي زيد عليا، تستدعي منه العودة إلى الجزيرة العربية والوصول إلى نجد لفك أسر زوجته العالية بنت جابر.

أما دياب فحاول جاهدا التوسط لفك السلطان أسره دون جدوى:

تجازيني بالحبس يا سيد الملا

وقد صار لي بالحبس سبع أعوام

إلى أن تشفع له أبو زيد لدى السلطان، وساعدته نساء بني هلال في الإفراج عنه.

وهكذا أفرج عنه السلطان في موكب مهين لفارس كدياب على هذا النحو الذي تسوقه السيرة:

فناشدونه أولاد الأمارة والشبان الذين لم يسمعوا بذكر دياب إلا باللسان، فتشوقوا إلى مشاهدته ولو ساعة، فترجوا السلطان وساعدوهم الأمارة والنسوان، فقبل السلطان حسن رجاهم، وأمر أن يأتوا بدياب مكبلا بالقيود والحديد، وفي الحال أحضروه بالجنازير، وأمام السلطان أوقفوه، وإذا هو أصفر اللون بهيئة الموتى، فصاروا أولاد الأمارة يضحكوا عليه، فقال السلطان حسن: «كيف ترى أمورك الآن بالذل والهوان؟» فقال: «ما دمت راضيا علي.» وبعد مداولة طويلة أراد أن يرجعوه الأمارة إلى السجن، فقال دياب: «أنا شمسية تهزني، ولا قمح تكدني بغربالك، فإن كان الذئب يصفى للغنم أنت تصفا لي، وأنا أصفا لك.» فصاح حسن: «ويلكم، دياب أمسكوه وإلى السجن ودوه.» فعند ذلك أخذ دياب يرتجف مظهرا الخوف الشديد، فوقع على الأرض مغشيا عليه، كمن قارب الموت، فعند ذلك ترجوا الأمارة الأمير، وقالوا له: «إن دياب في حالة نزاع.» فأمر أن يدخلوه دار الحريم لعند أخته نوفلة، وما أتم كلامه إلا وحضرت الرجال، ورفعوا دياب بكل إكرام إلى بيت أخته، فلما نظرته على هذا الحال، وهو محمول على أيادي الرجال صرخت بالبكاء، وأنت واشتكت، ومزقت ثيابها، وأخذت تقول:

حرام لقد جاروا بالعداة وبغوا

Shafi da ba'a sani ba