الذهاب إلى تيزان خوفا من أن يظن بي السوء وتتهمني العرب ورعاياي بالغدر والخداع فقلت له أن هذا الأمر سهل جدا لأن من عادة العرب أن لا يتزوجوا فتاة ما لم يقدموا لها مهرا وصداقا فاطلب منه مهر بنتك إذلال معقل البهلوان وبذلك تكون قد أنصفته وأرحته وأرحت نفسك من هذا العاصي الخادع وعندي أن صهره حمزة لا يقبل أن يتزوج بمهردكار وعلى أبيها مثل هذا الكدر والهم فيزيله قبل أن يفتكر بزواجه ويحتفل به فقال لي إني لا أوافق على ذلك ولا ينطق به لساني فقلت دعني أقول.له وأعرض عليه هذا الأمر وبند ذلك يرى ما يريده حتى إذا امتنم على الذهاب إلى قتال معقل ولح بزواج مهرد كار أجبناه لأنه صار كواحد منا ولهذا نريد منه إذا كان يرضى ويرى نفسه قادرا على كبح جماح هذا العاصي يسير إليه ويقتله ويأتي به الينا وإلا فالخاطر له والأمر مفوض إليه . فلم سمع بزرجمهر هذا الكلام كادت تنفطر مرارته لعلمه أن الأمير معقل هو فارس لا يوجد مثله في ذاك الزمان وله عدة سنين عاص في قلعته لا يمكن لألوف ألوف من الفرسان أنتتوصل إليه أو تنال منه مرادا إلا أنه كان يرى نفسه مضطرا إلى إخباره بكل ما قاله بختك فأعاده على حمزة حرفا بحرف وأطلعه أن المانع هو هذا الأمر فقط : ولا سممع الأمير حمزة هذا الكلام وقف أمام كسرى وقال على مسمع من الجميع إني أقسم بالله العظيم رب موسى وإبراهيم وبالركن والحجر والبيت العتيق المطهر إني لا أتزوج بمهرد كار ما لم أحضر إلى هذا الديوان هذا العاصي الذي يزعم أنه لا يقدر على إذلاله وهو معقل البهلوان كي لا يكون حجة ببختك وغيره وأقسم برأس كسرى صاحب هذا الإيوان لا أسير إليه برفيق بل أسير وحدي ومعي عمر العيار كي لا يكون في ذلك من يعينني ويساعدني ولا أصبح في اليوم القادم إلا سائرا على طريق تيزان .لغاية عمي الملك أبي مهرد كار .
قال ولا سمع كسرى كلام بختك علم أنه ألقاه في خطر عظيم وأمر جسيم وقال في نفسه لله درك من وزيرقادر على الاحتيال لقد سعيت في خلاص بتي وانقاذ غايتك بوقت واحد إلا أنه قال علنا بواسطة بزرجمهر إني لا أريد أن يذهب صهري حمزة وحده فليأخذ جيوش العرب والعجم معه ولا أريد أن يخاطر بنفسه أو يلاقى صعوبة من أجلي وهو عندي من أعز الناس وبذلك يكون ضميري مطمئنا عليه ومرتاحا من جهته . فقال الأمير حمزة هذا لا يمكن أبدا وقد أقسمت أن لا أسير إلا وحدي ولا أصحب معي غير جوادي الأصفران وسيفي وأخي عمر وكفا بي مثل هؤلاء الرفقاء المساعدين ثم أنه طلب الانصراف من ديوان كسرى وخرج وهو على نية السفر متكدر من مساعي بختك ولا رأته مهردكار وقد خرج على غير الاستواء وقبل الوقت المعتاد حفق قلبها وخحافت من أن يكون قد وقع أمر مكدر بينه وبين أبيها ومزقت أحشاؤ ها وتاقت إلى معرفة الحقيقة فلم تقدر ولم تعلم من نوائح وجهه غير أنها رأته متكدرا وأشار إليها إشارة المودع فدخخحلت غرفتها في الحال وهي حزيئة ووضعت رأسها
13 ظ
Shafi da ba'a sani ba