الأصفران وتقدم من مقدمة الفرسان وهو مضطرب الفكر كما تقدم وكلما أراد أن يبعد عنه ' الأوهام فاجأته بأكثر من الأول ولم يكن إلا القليل حتى اخختلطت تلك الأمم وامتزجت وعلا صياحها وضجيجها وارتفع صراخخها وعجيجها واشتبكت الأخصام بالأخصام وحمي الوطيس وكثر الزحام وكسد الأمان والسلام . وبذل كل جهده . وأجرى ما عنده حتى اسودت الآفاق . وغابت الشمس بعد الاشراق وضاقت من الفرسان الأخلاق وظنت فرسان العرب أن ذاك اليوم هو الأخخير به الظفر والانتصار ويحل بالاعجام الويل والبوار .
ولذلك صرفت جهدها بالقتال وتقلبت على بسط البسالة تقلب أسود الدحال .
وكان من عادات الأمير حمزة وهو في وسط المعمعة ينتقل من مكان إلى مكان يطعن في صدور الأعداء والفرسان ويراقب حال أبطاله ورجاله ليدفع عنهم الويلات إذا كان أحدهم وقع في أمر أو شدة أو وقع في ربقة الأعداء وليس له خلاص فيفرقهم عنه وينتشله من بينهم ففي ذاك اليوم لم ير أندهوق بن سعدون ولا سمع له صوتا فجال في كل المعسكر يخترق الصفوف حتى ضاق صدره وغاب وعيه وهولم يقف له على خبر إلى ما بعد الظهر وإذ ذاك وقف مضطربا وحسب للحلم الذي رآه ألف حساب وصاح بأخيه ويلك يا وجه القرد انطلق وانظر لي في أي مكان أندهوق بن سعدون فقد شغل بالي عليه ولم أر له أثرا ولا تعد إلا بالخبر اليقين وأخخاف أن يكون قتل وحل به الوبال فرأى عمر اضطراب الأمير فقال له لا تبرح من هنا حتى أعود اليك بالخبر اليقين ثم أطلق ساقيه واندفع بين تلك المتموع ويمر من تحت اللخيول كأنه السهم في السرعة .
وبقي الأمير حمزة واقفا مبهوتا مشغل البال يتأمل في حال القتال وقد رأى العرب وهم ' بنجاح وانتصار وفكره يضطرب عند اندهوق نخائفا من أن يكون قد أصيب بمصيبة أو لحق به سوء وفيها هو واقع على مثل ذلك ينظر إلى الرجال وهي تروح وتأتي وإذا بزوبين الغدار قد قرب منه وهو بملابس العرب لأنه كا تقدم كان وعد بقتله في ذاك النهار واختلط بين العرب كواحد منهم وقد صادف الأمير مرارا فلم يقدر أن يتمكن منه لكثرة جولانه ولانتباه عمر العيار عليه لأنه كان كالبرق يطوف من حوله لا يدع لا عجميا ولا عربيا يقرب منه فلما غاب عمر وقف الأمبر مبهوتا اغتنم هذه الفرصة وصاح وبيده الحسام الذي أخذه من الوزير بختك وضربه ضربة الخائف قائلا له خذها من يد زوبين الغدار وبعد أن ضرب تلك الضربة طلب اهرب والفرار فجاء السيف على جبهة الأمير وللحال شعر كأن أتون اشتعل من رأسه إلى قدمه ولم يقدر على احتمال الوجع فصاح من شلة الألم وعائق الجواد فعاد به ركضا إلى .جهة الخيام فأسرعت إليه الرجال من كل ناح وانتشر الخبر في كل المعسكر وعرف به الأمبر عمر فأسريع يركض إلى صيوانه وهو متكدر من ذلك ووضع أخاه على سريره وربط له جرحه وهو على ازدياد لم يصيح وينادي موجعا وقد اشتمل كل جسمه وأيقن أنه مائت لا ٠ 1
Shafi da ba'a sani ba