نصير الحلبي فخرج إلى ملتقاه وعندما اجتمع به سلم عليه وترحب به مزيد الترحاب ونزل العرب في ضواحي المدينة وضربت خيامهم وسرحت أنعامهم وفي نيتهم أن يقيموا عدة أيام في تلك البهة لبينما يرتاحون ويكتشفون أخبار كسرى أنو شروان ولما استقر مهم المقام سألوا الملك نصير عما بلغه من أحوال كسرى واستعادوا منه الخبر فقال لهم جل ما أعرفه أن كسرى بعث بالكتب إلى كل النواحي ويطلب إرسال العساكر والمدد فبعض العمال أجاب وبعضهم امتنع وكل الذين مررت بهم خالفوا ومن جملتهم أنا فإن رددت رسول بالخيبة وأخبرته أني صرت من أتباع الأمير حمزة فتهددني ولذلك بعقت إليك أطلعك على هذا الخبر خفية منه . قال لابد لي من أن أريه أعمال العرب وقوة بطشهم وقد ظن في نفسه أني أموت وأهلك فأرسلني في عدة مهالك فكانت خيرا ونجاحا لي .
ثم أن الأمير حمزة دعا عمر وقال له أريد منك أن تذهب إلى المدائن وتجس لي أحوال العجم وتسير أعماق أعمالهم وتأنيني عنهم بالخبر اليقين وتعرف مقدار العساكر التي تجمعت هناك وما في نية كسرى أن يفعل أهل يصر على الحرب أو يمتنع وأنظر من تجمع عنده من الفرسان الذين عليهم الاعتماد فاجاب عمر طلبه وتزيا بزي حجاب الععجم وأخذ ما يحتاج إليه وانطلق من حلب بخفة الرياح عدة أيام وليال حتى جاء إلى مدينة كسرى فوجد الحيوش قد غطت السهول والوعور وملأت الأرض بالطول والعرض فدخل فيا بينهم وانتشارهم وجاء أبواب المديئة فدخلها وقرب من ديوان كسرى ووقف بين يدي الملك دون أن يعرفه أحد منهم واختبر كل من هناك ولا زال صابرا حتى انفك الديوان ومضى كل واحد إلى حاله فتآثر الوزير بزرجمهر حتى دحل قصره فدخل نخلفه وقبل يديه وسلم عليه وعرفة بنفسه وقال له إني جئت إليك من قبل أخخي الأمير حمزة لأستفسر منك عن أفكار كسرى وماذا جرى من بعد سفره . قال وأين أخوك . أجاب في مديئة حلب وقد عاد منصورا غانا كاسبا ومعه أموال غزيرة جدا ولا يزال بانتظار عودتي لأطلعه على حقيقة أتحوال كسرى وعساكره فقال له اعلم أن بعض أخبار أخيك وصلت إلى الملك كسرى وأغاظت بختك الوزير العدو الأكبر للعرب فأدخل في عقله أن العرب بعد عودتهم لا بد أن ينزعوه ويطردوه من البلاد والدليل أنهم أخمرجوا عليه عماله وكل بلاد دخلوها في طاعتهم واتفقا على جمع ايوش وتجميع جموع حتق صار ١7 كرة من العساكر حول المدينة وهذا العدد غزير جدا قال إني أريد أن أسألك عن رجل رأيته جالسا في المكان الذي كان يجلس به الأمير حمزة ووجدت أنه له من الاعتبار والإكرام ما كان لأخي عند صفاء باطن كسرى ونحبته أجاب اعلم أن هذا يقال له زوبين الغدار صاحب بلاد زوال وكموال وهو من فرسان هذا الزمان الصناديد فكتب إليه كسرى وأقامه بهلوان تحت بلاده ووعده بزواج بنته مهرد كار بشرط أن يقتل الأمير حمزة ويخلص الفرس من شره وهو على الدوام يناديه بصهره وعرف الأعجام بأجمعهم أنه سيتزوج
44 ش
Shafi da ba'a sani ba