وعليه فقد دعاني حبي أن أجيء إليك في هذه الساعة عساي أقدر أن أريح عنك الهم وأجلي الكدر. فطار عقله من كلامها فأجابها لقد أحسنت فإني كنت مهم وكدر فوجودك عندي مما يزيل كل شائبة ويزيح كل غم وهم فأهلا بك ومرحبا ومن بعد قيامك عندي هذه الليلة لا أعود أسأل عن مصر ولا من فيها . قالت أهل تريد أن تشرب قليلا من الخمر أجاب إليك ما طلبت ثم أمر أن تحضر إليه بواطي المدام والنقل والرياحين فأحضر بين يديه كل شيء . ثم إن درة الصدف قربت منه وزادت في بسطه وسكبت له الخمر وسقته وقبلته في لحيته حتى سكر من غير مدام وعاد لا يرى ما بين يديه وهي تسكب في كل دقيقة كاسأ مملوءة إلى أعلاها وتسقيه وهو تائه غائض في بحار من الهيمان وما برحت تسقيه الخمر حتى غاب عن الهدى فزادته وهو لا يسع مخالفتها فوقع إلى الأرض كالمائت من شدة الثمول فاغتدمت هذه الفرصة وفتشت في جيبه فلم تر إلا مفتاح فأخذته وفتحت الصندوق وفتشت فيه فعثرت على المفاتيح فتناولتها وهيى مسرورة فرحة وأسرعت عائدة إلى قصرها ودعت بقهرمانتها أن تتأثرها بالطعام على حسب العادة فسارت في أثرها ومشتا حتى النهر وكان اسمندار على مقالي النار لا يعرف السبب الموجب إلى تأخيرها عن الوقت وقد ضاع عقله وشغل باله وخاف من أن تكون أصيبت بمصيبة وهو مسرور من نجيئها في كل ليلة إليه فتصرف وإياه وقت الذهاب والإياب وهو يعد نفسه بقرب وصوطا إليه حيث كان ترجح له أن المدينة ستأحذها العرب بأقرب وقت ويتخلص الأمير حمزة فيزفه عليها وما برحت هذه الحالة. حالته وكلما سمع حركة من جراء خرير الماء أو هبوب الريح ظن وصوها إليه إلى أن أقبلت فعلا فتأكدها وأسرع إليها هالعا وسألها عن سبب غياءها فقالت له ليس الآن وقت شرح الحال فسر أمامي آلى القلعة فلا بد أن يكون الأمير ورفيقه في حاجة إلى الطعام وقد وقعا باليأاس من جراء طول غيابي فسار بين يديها وأبقت القهرمانة في مكانه ولا زالت سائرة حتى وصلت إلى القلعة المذكورة فدخحلت بين الأشجار المظللة للباب ودنت منه ووضعت له المفتاح في القفل وفتحه كما تقدم ودنت من الأمير وسلمت عليه ودفعت له الطعام وفيا هي تخبره عن سبب غيابها وتعتذر إليه وإذا بباب القلعة قد أغلق بسرعة قوية وتساقطت أقفاله بالمفاتيح التي كانت باقية في الباب ومن جرى هذا العمل صاحت درة الصدف من الخوف ووقعت إلى الأرض حزينة لا تعرف من عمل هذا وقد ظنت إما أن يكون أحد من قومها يراقب عملها فأجرى ذلك وإما أن يكون اسمندار الذي .تركته في الخارج قصد غشها فيغتنم الحصول عليها بواسطة أبيها من هذا العمل ومثل ذلك وقع على معقل البهلوان من الهم والغم والخوف على الحياة وأما الأمير حمزة فقد لاح له من خلال ذلك الظلام أن هذا العمل هو عمل عمر العيار ولذلك صاح به افتح يا وجه القرد ولا تلقى الرعب في قلوبنا فقد عرفناك وراك عقلي قبل أن يراك بصري . فقال م
Shafi da ba'a sani ba