المعتدي وما أبدى في قتال حمزة من الاجتهاد وما أظهر من فئون الحرب والطراد فإنه لما رآه من الأبطال الشداد . وأن بيته في عالم القتال عالي العماد بذل المجهود وقاتل قتال الأسود .
وكذلك الأمير حمزة فإنه أظهر الخصمه شدة بأسه وقوة مراسه وأما الأميرز عمر فإنه لما رأى شدة فيضان حرب المعتدي خاف على أخيه من سطوته أو أن يصاب بنكبة من بسالته فأخذ يدور من حواليه كالولب ويضيع اكثر ضربات المعتدي بمروره من بين الحوادين وانخطافه كالبرق من بين الاثنين ليشغل بذلك فكره ويضيع ذهنه به ويلتهي عن أخيه غير أنه كان ثابت العزم قوي الجأش يقدر على قتال كثير من الأبطال في وقت واحد فلا يشغله شاغل وما برح الاثنان في ضراب وطعان وهما بلمعان سيوفهما يستضيئان وبأنوار الشرار يستنيران إلى أن غابت شمس النهار وأقبل الليل بالاعتكار فصاح بب)ا الأمير عمر دعا الحرب واستثنفاه للغد فكفا كما جرى في هذا اليوم وللحال رجعا عن الخرب فسار المعتدي' في طريقه وعاد الأمير حمزة إلى الصيوان وما صدق أن وصل إليه حتى نزل عن الجواد ونزع سلاحه وألقى بنفسه على سريره ليرتاح من شدة التعب فقال الأمير عمر بالحقيقة إن اختبرت قتال خصمك وإذا به بحر ماله قرار وميزان لا ينتهي بعيار ولذلك خفت عليك منه ولولا أن يقال أنه أخذ بالغدر لغدرت به وخلصتك من شره فأجابه دعك منه فإني أتكدر منك إذا فعلت ذلك وخير عندي أن أموت وأدفن تحت التراب من أن أغدر ' بخصمى وأتقاعد عن إنصافه ولا سيهما مثل هذا الفارس المجيد وإني أقر وأعترف أنه أشل ' منى بأسا وأثبت في ميدان الطراد وقد صدق من قال ما دامت النساء تحبل وتلد ما على وجه الأرض مقدام واني أسأل الله تعالى والخضر عليه السلام أن يعيئاني على قتال هذا ' الليث الدرغام ثم إن عمر جاء إلى أيه بالماء فاغتسل وجاءه بالطعام فأكل ونام وأقام هو على حراسته كل تلك الليلة إلى كان الصباح فنبض مسرعا إلى ساحة القتال فوجد المعتدي قد جاء وهو كأنه الغول يصول ويجول لا يحسب حساب أشد الفحول فصاح مهم وهجم عليه فالتقاه بقلب أشد من الصوان ودار بينهها دولاب الطعان وكل منهم يتمنى أن ينال في ذلك النهار مناه ويحصل من خصمه مشتهاه أي أنه يريد أن يقتله ويعدمه الحياة ليتخلص من ثقل جريه ومن أذاه .
هذا والمعتدي يفيض في حربه كما يفيض البحر عند اشتداد الأرياح ويزأر كما تزأر اسود البطاح والآمير حمزة يظهر في حربه جهده ويبدي كل ما عنده وهو يتعجب من غزارة ' معرفته بفن الصدام وبما أعطاه الله من البسالة والاقدام وأما عمر العيار فإنه كان يدور كعادته من حولما ويراقب احوال أيه ويستعد لمنع كل ضربة قاطعة تقطغ من المعتدي فكان يحخسب له حسابا ويشغل فكره به ويظن أنه لولاه لنال من الأمير مراده وما جاء آخخر /17 1
Shafi da ba'a sani ba