به وقت القتال غاب عن نظري بين جموعنا لأنه فارس شديد وشيطان مريد ينتقل من مكان إلى مكان كأنه البرق في اللمعان ولذلك لا تثبت عساكرنا أمامه بل تتفرق من حواليه فقال له إني أعرف وجوده على الدوام فإذا لم يكن في الغد براز أوصلتك إليه في الخال لأن ليس من الصواب أن تتركه على غيره يبلك من قومنا ويقتل فيهم القتل الذريع هو وولده . قال وبات الأمير تلك الليلة وفي فجر اليوم التالي أيقظه عمر من. رقاده فنبض إلى جواده فركبه وتقلد بسلاحه وتقدم وسط الميدان قبل إتيان الفريقان وكانت العرب قد عرفت بما فعل أميرها فأسرعت إلى الساحة واصطفت وهي تضرب بطبوها وتعزف بزهورها وعلى هذا مبض ال ملك كسروان قبل الأوان وتقدم بعساكره إلى ساحة الميدان فوجد الأمير حمزة في الوسط وهو يصول ويجول ويطلب مبارزة الأبطال والفرسان ففرح في نفسه وقال لا بد لي في هذا اليوم من براز العرب وإهلاك قسم من فرسام الأشداء ثم أطلق لحواده العنان حتى التقى بالأمير حمرة فحمل عليه حملة جبار عنيد فالتقاه بقلب أشد من الحديد واختلف بينه| الطعن والضرب < ووقعا بالعناء والكرب . ولا زال في.أشد قتال وأعظم نزال وهما تارة يفترقان وتارة يجتمعان كأنبها أسدان ضرغامان أو جبلان عظيمان وقد حجبههما الغبار عن العيان ولم يكن يسمع إلا همهمة وبربرة ودمدمة حتى كان العصر فرأى الأمير حمزة شدة الملك كسروان فتعجب منه وعلم أنه من الفرسان العظام .
وكذلك الملك فانه رأى من الأمير فوق ما كان يظن وخاف أن يمضي النبار ولا ينال منه المرام ولذلك صاحبه وانحذف عليه وبادره بضربة كان يظن أعا تكون القاضية عليه فضيعها الأمير بمعرفته وأرسل اليه خبربة منه أشد من ضربته وقد أخخذ به الحنق كل مأخذ فوقعت الضربة على طارقة الملك كسروان وانقشعت عنها بشدة أرياح قوته فوقعت على رقبة الحواد فقطعتها ولما شعر كسروان بموت جواده قفز بأسرع من لمح البصر عنه إلى الأرض ليدافع عن نفسه وقد صمم أن لا يسلم ذاته وهو في قيد الحياة فأراد الأمير أن ينحط عليه لياخذه أسيرا وإذا بولديه بشير ومباشر قد هجما على الأمير وحملت من خلفههم) العساكر, فاتبعتها العرب وكانت موقعة عظيمة إلى أن كان المساء فرجع القومان عن القتال . والأمير يتحوق من فوات كسروان ونجاته من يده في ذاك الغبار ويطلب أن يأتي الغد ليقتله ويرتاح من شره ومن ثم لا يعود مانع يمنعه عن الاستيلاء على بيروت ونهاية الحرب فيها . وأما كسروان فانه بقي في غيظ وكدر إلى أن دشل صيوانه فاجتمع إليه الرجال من أعيان المدينة وقالوا له إن القتال مبارزة جما يطيل علينا المطال وكنا نريد منك أن لا تبارز إلا بعد أن تفنى رجاحم لأن بي مدة الأيام الماضية كان الفوز لنا بخلاف هذا اليؤم فقال لهم إني اعرف ذلك وكيف كانت ال حال لا بد من قتل هذا الأمير وإني أقر وأعترف أنه بطل من أبطال هذا الزمان يندر وجوده مثله في بيروت ولبنان وفي كل مكان غير أني أريد منكم أن تبكروا إلى الحرب في 9
Shafi da ba'a sani ba