الولائم وقيام الدعوات فزين المدينة من أربع جهاتها واشعل بها المصابيح وذبح الذبائح مدة
ايام حتى ابتهج كل من حضر ذلك الزفاف واخيرا جاءت القسوس والمطارنة فعقدت إكليل زهربان على الأمير وبارك له الجميع وفي آخر الليل دخل بها فوجدها كوكبا لامعا يضيء بأنوار الكمال ورأت منه اسدا غضنفرا قوي العزيمة وصرفا وقت الهناء على احب ما يرام .
ومن زهربان هذه يلد ولد اسمه عمر اليوناني فارس صنديد وبطل محيد ويكون له شأن في هله القصة ويفرج الكربات عن العربان ني المضيقات ولاسيا في يوم حصارهم داخل حلب حيث يكون الأمير حمزة مجروحا ى| سيأتي إن شاء الله . وبعد ان أكمل الأمير ايام الهناء وصرف مدة أيام مع عروسته طلب إلى الملك اسطون ان يسلمه الأموال التي سأله عنها اليضمها إلى الأموال التي معه حيث من قصده السفر والمسير الى غير بلدان يطلب الاخرجة فأجابه ودفع له الأموال التي كان جمعها وأخخل منه وصولات بها كى| فعل مع غيره ثم رفع الأمير زوجته على هودج وركب على جواده الاصفران وامر جماعته بالركوب فركبوا جميعا وودعوا الملك ورجال المدينة فخرجوا لوداعهم عدة ايام وعند رجوعهم أوصى الملك ببئته وان لا يبينها ويتهامل عنها ويتركها بل يراعي جانبها ويتذكر انها غريبة محتاجة الى مساعدته فوعده بكل خير وان يكون لها ابا واما وزوجا حنونا وأخذت العرب تسير في طريق مدينة قيصرية حسب ما هو مقرر لما في امر كسرى وعمر العيار حسب العادة يدلهم على الطريق الموصل إلى بلاد قيصر وقد تعجب جميع من كان مع الأمير حمزة من توفيقه ونجاحه مع أغبم كانوا قد ظنوا قبلا أنه عند كل مدينة وبلد يحل بها ويطلب منها الرسوم والأخرجة يصادف تمانعة فيلتزم إلى إجبارها بقوة السلاح وهكذا يصرف كل مدة سفره بالحروب والوقائع والقتل والضرب غير أن السعادة خدمته وصادف مالم يصادف الملك كسرى نفسه لو كان جاء في مثل هذه الخطة وأما الأمير فإنه لم يكن مأخوذا بأن هذا الانتصار لأجل السعادة والاقبال بل كان يرى من ذاته عدم توفيق ونجاح وكان قلبه مكمودا على الدوام ويرى من نفسه أنه قد ارتكب غلطأ بزواجه بزهربان لا لكونه لا يحبها وأن محبته قلت من جهتها مع أنه مغرم يبا وغرامه كان يزيد يوما بعد يوم بل إكراما لخاطر مهردكار التي عندما يبلغها خبر زواجه بغيرها تتكدر مزيد الكدر ويثبت,؛عندها أنه صار ها فيه شريك فتلعب بها الغيرة مهيا كانت ذات أطوار حميدة وفاضلة فإن للقلب في هذا المعنى شروط راهنة تحكم عليه وتجبره بالاحتدام والغيرة ممن يزاحمه بحبه ويشاركه في محبته ويتعجب من ذاته كيف أن الدهر أوجبه بإرادته تعالى أن يحب فتاة رآها بالصدفة وتعشقها عشقا خارقا للعادة عظيها عن غير قصد منه وقد رغب في منع هذا العشق فلم يقدر وأجهد ذاته في رفعه فلم يطيعه بل كان يظهر له أنه باحتياج إليه وهذا كان *مه وشغله وهو يكتمه ولا يريد أن يظهره بل كانت افكاره تتلاعب به ولا زال العرب في مسيرهم إلى أن قربوا من بلاد الملك قيصر ملك الرومان وحاكم بلاد ١
Shafi da ba'a sani ba