الحجاز وبهلوان تخت كسرى أنوشروان قد سبيت بنته واتخذتها زوجة بالرغم عنه وعنها ولا سيا ان الناس لا يعرفون ثقل ظلم أبيك فيظنون بك السوء ويتكلمون بحقك حيث قد تركت أباك وعلقت نفسك بي قالت إني أعرف ذلك حق المعرفة وإنما الحياة عزيزة فأخاف عليك جدا وأفضل أن يقال عني اني ارتكبت امرا عظييا أو بالأحرى أفضل الموت من أن أسمع أنك عملت ثقيل بسببي أو لحق بك أذى الست أنت هو الرجل الوحيد الذي عليه متكلي واليه أسلم بكل امري فهل من أمل بالحياة لي اذا بلخني وقوع أمر مكدر عليك فا رحمني وارجع عن سفرك وانظر في أمرك ودع عنك ما وعدت أبي به وارجع إلى إجباره على زفافي فمتى رآك مصرا على العناد وانك لا تقبل إلا بالزفاف أجاب في الحال وأنبى ما وعد به وخالف بختك دفعا للشر بينك وبينه فهو يميل إليك ولولا وزيره الخبيث لأجابك منذ الأول » قال لا أقدر على الرجوع عن وعد صدر مني ألا تعلمين أن العرب رجال وفاء وصدق وأمانة يخاطرون بالنفوس والنفائس من أجل حماية جار أو ثبات وعد أو انفاذ كلمة فكيف أكون الأمير حمزة وارجع عن كلامي على أني لو رجعت لأغاظك ذلك ونسبتي لي قلة الوفاء ى! تنسبين إلى أبيك قالت إنه يسرني منك الصدق فهو مزية حسنة رئيسية بالانسان فمتى كملت صفاته كان صادقا أمينا على وعده وعليه فإن أسلم بأمري وأمرك إليه تعالى فهو يدبرنا بعنايته كيف شاء ولا ريب أنه يقصد بذلك أمرا صعبا للوجود فالنصيب عنده محفوظ أما للخير واما للشر .
ثم انها طلبت إليه أن يذهب معها إلى غرفة الطعام حيث كانت بانتظاره ليتناولا معا فأجابها وذهب إلى المائدة وجعل كل منها يناول الآخر وهما على أهنأ ما يكون من حسن العيشة واللذة إلى أن فرغ الطعام فأخذته من يده إلى غرفة المدام وإذا بسفرة ممدودة وعليها القئان قد صفت بترتيب وإلى جانبها الأقداح الذهبية المرصعة وعلى دائرها صحون من الذهب المنقوش من عمل الاكاسرة فيها كلها البقولات اللذيذة الشهية والزهور الزكية العطرية فكان مجلسا أنيقا أنيسا لسان حاله يقول : عد إلى اللذات فالعمر قصير وحية المرء في الدنييا غرور أمسرع الخطو فعندي شادن وفتاة. وخمور وزهور وسقاة وحسداة وغنى وجنودك وطبول وزمور كل ما درنا رأينا بيننا شادنا يشدو وكاسات تذلور وأيضا : أفديه ظبيا بالشراتب مولعاا وترشف الأقداح وهو الأكيس فكأنه البدر المثير إذا بدا من نور طلعته أضاء المجلس ١64
Shafi da ba'a sani ba