151

Sirat Amir Hamza

Nau'ikan

الحجاز وبهلوان تخت كسرى أنوشروان قد سبيت بنته واتخذتها زوجة بالرغم عنه وعنها ولا سيا ان الناس لا يعرفون ثقل ظلم أبيك فيظنون بك السوء ويتكلمون بحقك حيث قد تركت أباك وعلقت نفسك بي قالت إني أعرف ذلك حق المعرفة وإنما الحياة عزيزة فأخاف عليك جدا وأفضل أن يقال عني اني ارتكبت امرا عظييا أو بالأحرى أفضل الموت من أن أسمع أنك عملت ثقيل بسببي أو لحق بك أذى الست أنت هو الرجل الوحيد الذي عليه متكلي واليه أسلم بكل امري فهل من أمل بالحياة لي اذا بلخني وقوع أمر مكدر عليك فا رحمني وارجع عن سفرك وانظر في أمرك ودع عنك ما وعدت أبي به وارجع إلى إجباره على زفافي فمتى رآك مصرا على العناد وانك لا تقبل إلا بالزفاف أجاب في الحال وأنبى ما وعد به وخالف بختك دفعا للشر بينك وبينه فهو يميل إليك ولولا وزيره الخبيث لأجابك منذ الأول » قال لا أقدر على الرجوع عن وعد صدر مني ألا تعلمين أن العرب رجال وفاء وصدق وأمانة يخاطرون بالنفوس والنفائس من أجل حماية جار أو ثبات وعد أو انفاذ كلمة فكيف أكون الأمير حمزة وارجع عن كلامي على أني لو رجعت لأغاظك ذلك ونسبتي لي قلة الوفاء ى! تنسبين إلى أبيك قالت إنه يسرني منك الصدق فهو مزية حسنة رئيسية بالانسان فمتى كملت صفاته كان صادقا أمينا على وعده وعليه فإن أسلم بأمري وأمرك إليه تعالى فهو يدبرنا بعنايته كيف شاء ولا ريب أنه يقصد بذلك أمرا صعبا للوجود فالنصيب عنده محفوظ أما للخير واما للشر .

ثم انها طلبت إليه أن يذهب معها إلى غرفة الطعام حيث كانت بانتظاره ليتناولا معا فأجابها وذهب إلى المائدة وجعل كل منها يناول الآخر وهما على أهنأ ما يكون من حسن العيشة واللذة إلى أن فرغ الطعام فأخذته من يده إلى غرفة المدام وإذا بسفرة ممدودة وعليها القئان قد صفت بترتيب وإلى جانبها الأقداح الذهبية المرصعة وعلى دائرها صحون من الذهب المنقوش من عمل الاكاسرة فيها كلها البقولات اللذيذة الشهية والزهور الزكية العطرية فكان مجلسا أنيقا أنيسا لسان حاله يقول : عد إلى اللذات فالعمر قصير وحية المرء في الدنييا غرور أمسرع الخطو فعندي شادن وفتاة. وخمور وزهور وسقاة وحسداة وغنى وجنودك وطبول وزمور كل ما درنا رأينا بيننا شادنا يشدو وكاسات تذلور وأيضا : أفديه ظبيا بالشراتب مولعاا وترشف الأقداح وهو الأكيس فكأنه البدر المثير إذا بدا من نور طلعته أضاء المجلس ١64

Shafi da ba'a sani ba