بسم الله الررحمن الرحيم جاء الأول من قصة الأمير حمزة البهلوان 20
كانت دولة الفرس من الدول العظيمة في قديم الأيام ملكت زمنا طويلا واتسع ملكها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وكانت العرب تطيعها وتؤدي لما الجزية في كل عام يجمعها ملك العرب وهو النعمان بن المنذر بن النعمان أحد ملوك الحيرة ويرسلها إلى الملك الأكبر أي ملك الأعجام والديالمة وكان يقيم في المدائن اسم عاصمة المملكة وقد أطلق على كل ملك ملك على تخت هذه الممالك كسرى أنوشروان صاحب التاج والإيوان وذلك ان تاجه يجمع من كل أنواع الحجارة الكريمة الكبيرة القدر الغالية الثمن حتى ضرب بها المثل بين الناس منذ تلك الأيام إلى ما بعدها وكانت سائر ملوك الأرض تحسده عليه وتتمناه لما والإيوان كان عاليا جدا حتى قبل إن قنطرته مرتفعة ارتفاعا لا ينطوي تحت دائرة العقل أي الغيم يلحق بها ومرات كثيرة ما يمر من تحتها وني نصف هذه القنطرة حلقة من الذهب كبيرة ضخمة جدأ بقيت بعد زمن الأكاسرة زمانا طويلا معلقة بأعلى ٠ تلك القنطرة . وأما مذهب العجم كان في تلك الأيام المجوسية والئار فيعبدونها ويسجدون لحا دون الواحد الجحبار ويعيدون لها ويجتمعون عندها أثناء المواسم وتقديم الحدايا إلى المرازبة الموكلين بخدمتها والقائمين حوها يشعلونها على الدوام بالليل والنبار .
وكان الملك عليها في زمن روايتنا هذه أحد أولئك الأكاسرة وقد اشتهر بالحلم والرقة والدعة وعنده وزيران عاقلان أحدهما اسمه بزرجمهر وهذا كان يعبد الله تعالى وكان من الحكمة والتعقل والآداب على جانب عظيم يندر وجود مثله في زمانه أعطاه الله ما ل يعطه لغيره من أبناء جنسه الإنساني وقد سمى بهذا الاسم عدة وزراء لدولة الفرس . وثانيهما اسمه بختك بن قرقيش من أشراف البلاد وأعيانها محبوبا من الرعايا ورجال المملكة والملك . وكان كرسي الملك يجمع تسعمائة ألف نفس من العجم ما عدا الغرباء الذين كانوا على الدوام يتقاطرون إلى المدينة أفواجا لعرض دعاويهم وأشغالهم للملك الأكبر وقيل إن ألفا من الحجاب يقفون بين يديه مشهرين السيوف من حين وجوده في ديوانه إلى حين خروجه فيسير بين يديه غيرهم وعند وجوده بقصر منامته يحرس بابه ألف أيضا وقيل أيضا إن السرير الذي كان يجلس عليه في إيوانه من الذهب الإبريز الخالص يبلغ ثقله
ش
Shafi da ba'a sani ba