94

Sirat Abi Tayr

سيرة أبي طير

Nau'ikan

Fikihu Shia

ووصلت الدعوة إلى صعدة ونواحيها فاستر الناس سرورا عظيما وفرحوا فرحا كبيرا، وكتب دعوته إلى الشيعة والعلماء بجهات حوث والظاهر وغيرهما ولم يبق قطر من أقطار اليمن حتى كتب إليه الدعوة، فأول من أجاب الدعوة وبايع في ظفار الفقيه الصالح صلاح الدين صالح بن سليمان، وكذلك الأمير الكبير المؤيد بن وهاس بن أبي هاشم وبعض إخوته بايع، وقد كان الإمام عليه السلام أمر أن تقبض له البيعة.

وبلغت الدعوة إلى السيد الإمام العلامة شرف الدين الحسن بن

وهاس بن أبي هاشم فأظهر المسرة بذلك وحمد الله وأمر الناس بالنفير إلى الإمام عليه السلام.

(فصل)

وأقبل الناس إلى الإمام أرسالا من المشرق والمغرب واجتمع عيون العلماء وسادات الفضلاء، فلم يدع أحدا جهدا في الاستقصاء والبحث عن غرائب العلوم، وبعد وصل الإمام الفقيه حسام الدين بن أحمد إلى صحراء ثلاء، وكان معه عقابيل من وجع رجله فاعتذر عن المبادرة بالوصول وأنه لم يدع ذلك جهلا لحق الإمام عليه السلام، ولا شكا في إمامته أو كما قال وأن الإمامة عنده صحت، ثم تقدم في جمع عظيم إلى أمير المؤمنين المهدي وسلم عليه وتكلم بكلام عجيب بعد أن حمد الله وأثنى عليه حيث من بقيامه على الأمة، وأقسم في آخر كلامه بالله الذي لا إله إلا هو ما على وجه الأرض ذات الطول والعرض أفضل منك، ومد يده وبايع، وعند ذلك بايع الأكثر من الناس، وبقي جماعة من العلماء يجتمعون عن كل ناكر، ويحضر الشيخ العالم أحمد بن محمد الرصاص ويباحثونه عن علوم القرآن وعن مسائل في الفروع وغير ذلك حتى ضجر الرصاص ويقول في بعض المسائل هذا لا يلزم من يبحث عنه، وهو سلام الله عليه ورضوانه كالبحر المتدفق، والسحاب المغدق، ويجيب كل سائل ويفتح مقفلات المسائل.

Shafi 96