أيها الناس أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى الرضي من آل محمد عليهم السلام، وإلى جهاد الظالمين ومنابذة المبطلين، ومعاداة أعداء الله المخلين، على أن لي ما لكم وعلي ما عليكم إلا ما اختصني الله به من ولاية أمركم، والنظر في مصالحكم {يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم(1) ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين} و{استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير}. {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ومعصية الرسول}.
أيها الناس بادروا إلى إجابة الدعوة، والالتزام بالنصرة فقد قال تعالى: {انفروا خفاقا وثقالا وجاهدوا بأمالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}(2).
ولا تخلدوا إلى الدنيا وتميلون إلى بهجتها وريق زهرتها، واتباع من أخذت بقلبه وعلقت بلبه، فإنها عما قليل يذهب مقبلها ويولي على كره من أهلها طيبها، والآخرة خير لمن اتقى أفلا تعقلون، {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون} {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}(3) {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين}.
Shafi 90