334

ونبهت بالفحش القطا وهو نايم

لكذبت فيه غير أنك راغم

بصير بما يخفي ضميرك عالم

تواريه في أعطافهن العمائم

تنادي به في العالمين الملاحم

حليف حيا تعزى إليك العظائم

إليك وما أبقت عليك المآثم

وما فخركم مما جنته الأعاجم

بأيامكم فهي القباح الذمايم

يعانقها سم القنا والصوارم

بها من نجيع النافدات عمائم

وقد هتكت من البيوت الحرايم

طوال النواصي والليوث الضراغم

عراهم فلا منكم لذاك اللوايم

تدفع في أدبارهن السكايم

سلاح الحروب والجياد السواهم

عزمك في ذلك الحليف المساهم

وكل بني الدنيا لمولاك خادم

عليكم من المهدي إنه حاتم

تصب وده فيما رأته الأقادم

سوى قهركم فأحكم بما أنت حاكم

علمت ولكن حيث سرك كاتم

وأحفظ إن نال الذميم المصارم

بنى المجد لكني لمهلك فاهم

أقام قناة المجد فالمجد دايم

إذا اصطك مران القنا المتزاحم

ويقتل من وقع الظبا القوائم

وأين تغيب الطائرات الحوائم

ويدنو رواق الموت والموت هاجم[114أ]

إذا كثرت تحت العجاج الهمايم

وقد زينت في مقلتيك الهزايم

نطيحة يوم السيل والموت حاجم

وعرضك مهتوك وروحك سالم

وقلبك مرعوب ولبك هايم

وقد مليت بالموت منك الحيازم

تخيلت أن الجو شم لهادم

مشهرة ناحت عليك المآتم

ورحت طليقا قد علتك المناسم

فليس لكم ما دون بيحان عاصم

كما قلت حتى لا يلومك لايم

ولكن فيما تسعى إذا أنت عالم

وإن تظفروا عدت عليه الحرايم

بيوم وثغر الموت نحوك باسم

وإلا تهادتك النسور القشاعم

ضمين بما قد فوت الأمس عايم

فقد كان ما تخشى وأنفك راغم

طوال المساعي والعظام الرمايم

فقد رعيت للصالحين المحارم

على كل ذي علم من الناس عالم

لمحك مني زاخر متلاط

Shafi 349