لما رجع أسد الدين إلى صنعاء وجرى بينه وبين الإمام الهدنة في الجهات الصنعانية، وطرد الإمام الأمراء الحمزيين إلى مأرب وتلك النواحي كاتبوا سلطان اليمن المظفر وشكوا ما كان من الأمير أسد الدين، فكتب السلطان إلى ابن عمه أسد الدين يستنهضه ويحضه على الخروج إلى براقش والجوف والمسير إلى صعدة، فلما علم الأمراء الحمزيون بما وصل من السلطان إلى أسد الدين وأن أسد الدين عازم على النهوض، نهضوا من جهة المشرق حتى حطوا قريبا من براقش، ثم أقبل الأمير أسد الدين بعسكره على طريق بلادهم حتى اتفقوا عند براقش ووقع الحرب على براقش وهموا بالمحطة عليها فلم يروا لهم طاقة بذلك، وقد كان الأمير الكبير محمد بن فليتة بن سبأ أمر ولده الشريف الأمير سليمان بن محمد بالوقوف في درب الزاهر، والتأهب للحرب منه، فقصده القوم بأجمعهم الأمراء الحمزيون، وأسد الدين والغز وقبائل جنب آل ضغم، وآل راشد، وآل جحاف، وحطوا على الدرب وتابعوا الزحف ونصبوا المنجنيق، والدرب في نفسه درب صغير ودخله خلق من الناس فضاق بأهله وأضر بهم الحصر والمنجنيق، ومات عندهم البهائم من الإبل والبقر حتى أضر بهم نتن الجيف وكثرة الجراحات، فعند ذلك دعوا إلى الخروج والتسليم فأجابهم الأمير أسد الدين إلى ذلك على كره من الأمراء الحمزيين باطنا فخرج الأمير ومن معه في أمان من القوم وأقام هذا الحصار على درب الزاهر وقتل من أهل الدرب [.....بياض في المخطوط.......] فلما أخذوا درب الزاهر سولت لهم أنفسهم دخول صعدة وبلغت إليهم الأخبار من جواسيس لهم هنالك من بعض أهل صعدة أن البلاد ما دون أخذها إلا وصولهم وأن أهل المدينة[102أ-أ] قد فسد أكثرهم على الإمام فعند ذلمك عزمو على دخول صعدة.
Shafi 315