[قصة الصلح بين أمير المؤمنين وبين الأمير المتوكل]
قصة الصلح بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين الأمير المتوكل على الله ومن يقول بقوله من إخوته وبني عمه.
وقد ذكرنا القوم الذين توسطوا في الخطاب بأعيانهم.
قال الراوي: فلم يبرح القوم حتى وصلو على الصلح بشروطه التي سنذكرها في البلاد وغيرها، وعلى تسليم حصن تلمص بصعدة لتقر قلوب أهل الشام، وعلى تسليم حصن القفل لتقر قلوب أهل الجهات الظاهرية، فهذان من جهات الأمير المتوكل على الله أحمد بن أمير المؤمنين المنصور بالله عليه السلام، وعلى حصون من جهات الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة وهو حصن مدع وحصن في جهة الأعذار والمكرام بميتك والجاهلي، وظفر في جهة حجة، وشمسان في جهة الخدم.
فلما استولى أمير المؤمنين على حصن تلمص وطافه أعجب به وحمد الله تعالى على ما من به من التأييد، ثم نزل إليه الأمير المتوكل على الله أحمد بن أمير المؤمنين، فلما التقى بالإمام قابله أمير المؤمنين بما يقابل به مثله من الإجلال والإعظام والإعزاز والإكرام، ووقفوا جميعا في شق جبل تلمص في المسجد المعروف، وثبتت الأمور، وعقدت العقود والمواثيق، وعقد لأمير المؤمنين ببنت الأمير المتوكل على الله وطابت نفوس الجميع باجتماع الشمل، وانصرف الأمير المتوكل إلى دربه وكان مقامه في تلك الأيام مع أهله إلى أن نهض أمير المؤمنين.
ذكر الشروط والعقود التي وقعت بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين الأمير المتوكل
وهي منقولة من خط كاتبه عليه السلام قال فيها: هذه نسخة تذكرة مكتوبة بخط أمير المؤمنين المهدي لدين الله عليه السلام وهي تذكرة مباركة تضمن الشروط التي لا بد منها في نفاذ الصلح واستمراره، فمن ذلك أخذ العقود والمواثيق على الجميع من الأمراء تأكيدا في الوفاء بما عقدناه والإثبات لما شرطناه.
ومنها: أن تكون الولاية في الجهات من قبلنا لئلا يتصور الرعايا أن الأمراء يقضون فيهم غرضا.
ومنها: إخراج رهائن حاشد وبكيل إلى أمرائهم في الحصون وغيرها.
Shafi 188