115

Sirat Abi Tayr

سيرة أبي طير

Nau'ikan

Fikihu Shia

وكتب دعوة بليغة إلى جيلان وديلمان وإلى بلاد الربذة في نواحي العراق ووجه بها الفقيه الطاهر الورع رحيم داذ الجيلاني وكان من عباد الله الصالحين، فبلغت الدعوة إلى تلك الأقطار، وأظهروا من المسرة ما لا يتسع هذا الموضع لذكره، ووجهوا جماعة من أهل الجهات لتحققوا الأمر لكونهم أهل ورع وبصيرة، وأرادوا إزالة الشك، وكتبوا الكتب وكانت الطرقات يومئذ متغلقة بسبب استيلاء الكفار على أكثر بلاد المسلمين في عراق العجم وعراق العرب، فوصل الجماعة ورأوا ما راعهم، وفوق ما حكي، واستفاض أمر الإمام عليه السلام إلى المواسم، ونقل ذكره إلى بغداد وصفته وسيرته وطريقته، واتصل إليهم من جهة أمير المؤمنين عليه السلام، ووصل منهم في آخر الأمر في سنة أربع وخمسين وستمائة الفقيه العالم الزاهد تاج الدين محمود بن علي رماس الديلمي والفقيه الجيلاني إياس عند الإمام المنصور بالله عليه السلام، وكان مع أحدهما كتب من بغداد من شريف من أولاد الحسين بن علي عليه السلام، وسنذكر ذلك في موضعه، فأخبر بما ظهر في بلاد الربذة هنالك من المسرة بقيام الإمام المهدي عليه السلام وكانا ..... لأهل نواحيها ومستدعين الأوامر الإمامية، وقد كان أمير المؤمنين عليه السلام جهز أحدهما وهو عند المنصور وكتب معه كتبا بليغة إلى أعيان العلماء من الأشراف وشيعتهم فحال عن بلوغها حاجز القدر فالله المستعان، وسنشير إلى طرف من ذلك عند انتهاء السيرة النبوية المهدية رضوان الله على صاحبها ورحمته وبركاته.

Shafi 118