Hasken Waliyi
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
Nau'ikan
• (اكذب الناس الصباغون والصواغون) أي صباغون نحو الثياب وصائغوا الحلى لأنها يمطلون بالمواعيد الكاذبة في رد المتاع مع علمهم أنهم لا يوفون وقد يكثر هذا في الصباغين حتى صار ذلك كالسمة لهم وإن كان غيرهم # قد يشاركهم في بعض ذلك أو المراد الذين يصبغون الكلام ويصوغونه أي يغيرونه ويزينونه (حم ه) عن أبي هريرة
• (أكرم الناس اتقاهم) قال المناوي وذلك لأن أصل الكرم كثرة الخير فلما كان المتقي كثير الخير في الدنيا وله الدرجات العلى في الآخرة كان أعم الناس كرما فهو أتقاهم اه وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم فإن التقوى بها تكمل النفوس وتتفاضل الأشخاص فمن أراد شرفا فليلتمس منها قال عليه السلام من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله وقال يا أيها الناس إنما الناس رجلان مؤمن تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله (ق) عن أبي هريرة وفي نسخة شرح عليها المناوي خ بدل ق قال ورواه عنه مسلم أيضا
• (أكرم المجالس ما استقبل به القبلة) أي هو أشرفها فينبغي تحرى الجلوس إلى جهتها ما أمكن في غير حالة قضاء الحاجة (طس عد) عن ابن عمر بن الخطاب وضعفه المنذري
• (أكرم الناس) أي أكرمهم من حيث النسب (يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) لأنه جمع شرف النبوة وشرف النسب وكونه ابن ثلاثة أنبياء أحدهم خليل الله فهو رابع نبي في نسق واحد وانضم إلى ذلك شرف علم الرؤيا ورياسة الدنيا وملكها بالسيرة الجميلة وحياطته للرعية وعموم نفعه إياهم وشفقته عليهم وإنقاذه إياهم من تلك السنين ولفظ ابن نعت في المواضع الثلاثة فالأول مرفوع والأخير مجروران (ق) عن أبي هريرة (طب) عن ابن مسعود قال سئل المصطفى من أكرم الناس فذكره
• (أكرم شعرك) بأن تصونه من الأوساخ والأقذار (وأحسن إليه) بتنظيفه بالغسل وترجيله ودهنه وافعل ذلك عند الاحتياج إليه أو غبا أي وقتا بعد وقت (ن) عن أبي قتادة الأنصاري
• (اكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم) بأن تعلموهم رياضة النفس ومحاسن الأخلاق قال العلقمي والأدب هو استعمال ما يحمد قولا وفعلا وقيل هو تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك وقيل للحسن البصري قد أكثر الناس في علم الآداب فما أنفعها عاجلا وأوصلها آجلا فقال الفقه في الدين والزهد في الدنيا والقيام بما الله عليك وتوضيحه أنه إذا عدم الفقه وقع فيما لا ينبغي وإذا لم يزهد في الدنيا لم يمكنه القيام بما عليه من الأحكام لشغله بحفظها وتحصيلها وجهات كسبها وقال ابن المبارك نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم وقال عطاء الأدب الوقوف مع المستحسنات فقيل له وما معناه فقال أن تعامل الله بالأدب سرا وعلنا أي في أعمال قلبك وأعمال جوارحك فلا تتعاطى شيأ إلا وشهدت له الشريعة بحسنه فمن لازم الآداب الشرعية حسنت حركته وسكونه وكلامه وسكوته وقال بعضهم ترك الأدب يوجب الطرد فمن أساء الأدب على البساط رد إلى الباب ومن أساء الأدب على الباب رد إلى سياسة الدواب وإنما أطلنا الكلام في ذلك وما تركناه أكثر لما شاهدته من كثير من الطلبة من قلة الأدب أو عدمه خصوصا ممن لهم عليه مشيخة فإنهم يسيئون الأدب في حقهم اه (ه) عن أنس قال المناوي وفيه نكارة وضعف
Shafi 284