Hasken Waliyi
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
Nau'ikan
• (أفضل الإيمان الصبر) أي حبس النفس على كريه تتحمله أو لذيذ تفارقه وهو ممدوح ومطلوب وقيل الصبر الوقوف مع البلاء بحسن الأدب أي بأن لا يجزع ولا يسخط (والمسامحة) أي المساهلة وعدم المضايقة لا سيما في التافه وفي نسخة السماحة (فر) عن معقل بن يسار بفتح الميم وسكون العين المهملة (تخ) عن عمير بالتصغير (الليثي) ورواه أيضا البيهقي في الزهد بإسناد صحيح (أفضل الإيمان أن تحب الله) أي تحب أهل المعروف لأجله لا لفعلهم المعروف (وتبغض لله) أي تبغض أهل الشر لأجله لا لإيذائهم لك قال في القاموس وبغض كفرح ونصر (وتعمل لسانك في ذكر الله عز وجل) بأن لا تفتر عنه (وإن تحب للناس ما تحب لنفسك) أي تحب لهم من الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية مثل الذي تحبه لنفسك والمراد أن تحب أن يحصل لهم مثل ما حصل لك لا يعنه سواء كان ذلك في الأمور المحسوسة أو المعنوية قال العلقمي فإن قيل ظاهر الحديث طلب المساواة وكل أحد يحب أن يكون أفضل من غيره يجاب بأن المراد الحث على التواضع فلا يجب أن يكون أفضل من غيره ليرى له عليه مزية ويستفاد ذلك من قوله تعالى تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ولا يتم ذلك إلا بترك الحسد والحقد والغش وكلها خصال مذمومة (تكره لهم ما تكره لنفسك) أي من المكاره الدنيوية والأخروية (وأن تقول خيرا # أو تصمت) بضم الميم أي تسكت والخير كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية فتخريج المنهيات لأن اسم الخير لا يتناولها (طب) عن معاذ بن أنس
• (أفضل الجهاد) أي من أفضله بدليل رواية الترمذي أن من أعظم الجهاد (كلمة حق) بالإضافة ودونها والمراد بالكلمة ما أفاد أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر من لفظ أو ما في معناه ككتابة ونحوها (عند سلطان جائر) أي ظالم وإنما كان ذلك أفضل الجهاد لأن من جاهد العدو كان مترددا بين رجاء وخوف لا يدري هل يغلب أو يغلب وصاحب السلطان مقهور في يده فهو إذا قال الحق وأمره بالمعروف فقد تعرض للتلف وأهدف نفسه للهلاك فصار ذلك أفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوف (ه) عن أبي سعيد الخدري (حم ه طب هب) عن أبي إمامة (حم ن هب) عن طارق بن شهاب قال المناوي بعد عزوه للنساءي وإسناده صحيح
• (أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل) أي الإنسان ذكرا كان أو أثنى (نفسه وهواه) أي بالكف عن الشهوات والمنع عن الاسترسال في اللذات ولزوم فعل المأمورات وتجنب المنهيات (ابن النجار) في تاريخه (عن أبي ذر) الغفاري
• (أفضل الحج العج) بفتح العين المهملة وتشديد الجيم أي من أفضل أعماله رفع الصوت بالتلبية في حق الذكر (والثج) بفتح المثلثة وتشديد الجيم هو سيلان دماء الهدى والأضاحي (ت) عن ابن عمر بن الخطاب (ه ك هق) عن أبي بكر الصديق (ع) عن ابن مسعود قال المناوي وهو معلول من طرقه الثلاثة كما بينه ابن حجر
• (أفضل الحسنات) أي المتعلقة بحسن المعاشرة (تكرمة الجلساء) قال العلقمي قال في النهاية التكرمة الموضع الخاص لجلوس الرجل من فراش أو سرير مما يعدلا كرامه وهي مفعلة من الكرامة اه قلت والمراد أن يبسط له رداءا أو وسادة أو نحو ذلك فهذا من جملة الكرامة اه ومن جملتها الإصغاء لحديث الجليس وضيافته بما تيسر وتشييعه لباب الدار (القضاعي) في الشهاب (عن ابن مسعود
• (أفضل الدعاء دعاء المرء لنفسه) قال المناوي لأنها أقرب جار إليه والأقرب بالرعاية أحق فيكون القيام بذلك أفضل (ك) عن عائشة أم المؤمنين
• (أفضل الدعاء أن تسأل ربك العفو) أي محو الذنب (والعافية) قال العلقمي قال شيخنا بأن تسلم من الأسقام والبلايا وقال أيضا وهي من الألفاظ العامة المتناولة لدفع جميع المكروهات في البدن والباطن (في الدنيا والآخرة فإنك إذا أعطيتهما في الدنيا ثم أعطيتهما في الآخرة فقد أفلحت) قال في الدر الفلاح البقاء والفوز والظفر (حم) وهناد في الزهد (ت ه) عن أنس وحسنه الترمذي
• (أفضل الدنانير) أي أكثرها ثوابا إذا أنفقت (دينار ينفقه الرجل على عياله) أي من يعوله وتلزمه مؤنته من نحو زوجة وخادم وولد (ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله) التي أعدها للغزو عليها (ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل) يعني على رفقته الغزاة وقيل أراد بسبيله كل طاعة وقدم العيال لأن نفقتهم أهم (حم م ت ن ه) عن ثوبان
Shafi 255