117

Hasken Waliyi

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

Nau'ikan

• (أن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها) أي توفاه (قبلها فجعله لها فرطا) بفتحتين بمعنى الفارط المتقدم المهيئ لها مصالحها (وسلفا بين يديها) قال المناوي هو من عطف المرادف أو أعم وفائدة التقديم الأنس والطمأنينة # وقلة كرب الغربة أو شدة الأجر لشدة المصيبة (وإذا أراد هلكة أمة) بفتح الهاء واللام أي هلاكها (عذبها ونبيها حي فأكلها وهو ينظر فأقر عينه) أي فرحه وبلغه أمنيته بهلكتها في حياته (حين كذبوه) أي في دعواه الرسالة (وعصوا أمره) أي بعدم اتباع ما جاء به من عند الله وفيه بشرى عظيمة لهذه الأمة (م) عن أبي موسى الأشعري

• (أن الله تعالى إذا أراد أن يجعل) وفي نسخة يخلق (عبدا للخلافة مسح يده على جبهته) يعني ألقى عليه المهابة والقبول ليتمكن من إنفاذ الأوامر ويطاع فمسحها كناية عن ذلك (خط) عن أنس

• (أن الله تعالى إذا أراد أن يخلق خلقا للخلافة مسح يده على ناصيته) أي مقدم رأسه زاد في رواية بيمينه (فلا تقع عليه عين) أي لا تراه عين إنسان (إلا أحبته) ومن لازم محبة الخلق له امتثال أوامره وتجنب نواهيه وتمكن هيبته من القلوب (ك) عن ابن عباس

• (أن الله تعالى إذا أنزل عاهة) أي بلاء (من السماء على أهل الأرض صرفت) بضم أوله وكسر ثانيه أي صرفها الله (عن عمار المساجد) بنحو ذكر الله تعالى كصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومذاكرة علم قال المناوي لا من عمرها وهو منكب على دنياه معرض عن أخراه قال بعضهم ويؤخذ منه أن من عمل صالحا فقد أحسن إلى جميع الناس أو سيئا فقد أساء إلى جميعهم لأنه تسبب لنزول البلاء والبلاء عام والرحمة مختصة (ابن عساكر عن أنس)

• (أن الله تعالى إذا غضب على أمة لم ينزل بها عذاب خسف ولا مسخف) أي لم يعذبها بالخسف بها ولا بمسخ صورها قردة أو خنازير مثلا والجملة معترضة بين اشرط وجوابه أو حال من فاعل غضب أي إذا غضب على أمة والحال أنه لم ينزل بها ما ذكر ويحتمل أنها نعت أمة غير معذبة بما ذكر أو معترضة بين الشرط والجزاء (غلت أسعارها ويحبس عنها أمطارها) بالبناء للمفعول (وولى) وفي نسخة ويلي بدل وولى (عليها أشرارها) أي يؤمرهم عليهم قال المناوي تنبيه أصل الغضب تغير يحصل لإرادة الانتقام وهو في حقه تعالى محال والقانون في أمثاله أن جميع الأعراض النفسانية كالغضب والرحمة والفرح والسرور والحياء والتكبر والاستهزاء لها أوائل ونهايات والغضب أوله التغير المذكور وغايته إيصال الضرر إلى المغضوب عليه فلفظ الغضب في حقه لا يحمل على أوله الذي هو من خواص الأجسام بل على غايته وهذه قاعدة شريفة نافعة في هذا الكتاب (ابن عساكر عن أنس)

• (أن الله تعالى إذن لي أن أحدث عن ديك) أي عن عظم جثة ملك في صورة ديك (قد مرقت رجلاه الأرض) أي وصلت إليها وخرجتا من جانبها الآخر (وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك فيرد عليه) أي فيجيبه الله سبحانه وتعالى بقوله (لا يعلم ذلك) أي عظمة سلطاني (من حلف بي كاذبا) فازدجر شيء وأمنعه عن اليمين الكاذبة استحضار هذا الحديث فإن من نظر إلى كمال الجلال وتأمل في عظم المخلوقات الدالة على عظم خالقها انكف وامتنع عن اليمين الكاذبة (أبو الشيخ في # العظم (طس ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح

Shafi 350