186

============================================================

السيرة المؤيدية كثاب الموير الى الكنررى: يعلم(1) سيدي الأجل عميد الملك أننى كنت خاطبت حضرته بكتاب وهو يومئذ مقيم بالرى خاطبا لمودته ، وطالبا لاتشاج الحال بينى وبيينه لما كان يبلغنى من محاسن أوصافه ، وجميل خلاله وخصاله ، ولان يكون التعارف بيننا سلما إلى التعارف بين سلاطينتا خلد الله ملكهم وتأكد سبب المودة بينهم انتهاء منا إلى ما قال الله سيحانه "لا خير فى كثير من تجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس"(1) . واتفق من الأمر سبق ابن المسلمة إلى باطله حتى عمل سحره ونفذ كيده وحصل الركاب العالى ببغداد وانبثت الكتب يمينا وشمالا بكون قصده لقضاء حق الخليفة والسلام عليه والتبليغ بعده إلى مصر، فين استمر جرى هذا الكلام في مساسع سلطاتنا خلد الله سلكه ووزيرنا أدام الله أيامه ضاقت صدورهما من سماع هذا القول الجافى من غير داعية إليه ، وكثر العجب من السيد على ما قرأه من السير وعرفه من أنباء الأسر أن يكون العباسى عنده خليفة الله ، فان أباه الذى أجلسه من أجلسه خليفة الله كان الذى بواه هذا المكان ومهد له هو تعالى الله ما يقول الظالون علوا كبيرا . وستى كان العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه خليفة حتى يكون أولاده خلفاء، وإن صلح أن يكون أحد خليفة صلح أن يكون من استخلف النبى صلى الله عليه وسلم أباه عليه السلام (وأنزله منزلة هرون من سوسى ((ب) بقوله "على منى بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لانى بعدى" هو الخليفة ، وهذا اجاع من المسلمينكلهم يقكده قول ه الله تعالىفى كتابه "وإذ قال موسى لأخيه هرون اخلفنى فى قومى وأصلح"(2) ولم تعتقد فرقة من فرق الاسلام أن العباس خليفة أصلا ، وسوى هذا فانه على عدم الخلافة عادم لصدق القول وصدق اليمين وحسن الوفاء إذ كان فى رقابهم لمحمود بن سبكتكين من العهود والايمان ما ضيعوه فى أولاده ولم يقوا به ، ومالوا عليه وعليهم (4) وبالأمس نقضوا العهود (1) ف د: اعلم يا سيدي ._ (ب) سقطت فيد.

(1) سورة النساء آية 0114 - (2) سورة الأعراف آية 42!.

(3) السلطان يمين الدولة أيو القاسم محود بن سبكتكين ابن الأمير ناصر الدولة أبى سنصور صاحب خراسان وغزنة ، وفاتح عدة بلاد من الهند وغيرها وانسعت مملكه وكثر ماله ، توفي سنة 422 وتولى بعله اينه مسعود بن صود الذي ساونهج أبيه في الفتوحات فى المند وتوفى سنة 433 . والذى يقصده الؤيد هنا أن عمود بن سيككين لما غزا ما وراء النهر وجد زعيم السلجوقيين ذا شوكة وعدة تصرف فى امره على المخادعة والمراوغة فاستجاب له بعض السلجوقيين وفر مته آخرون وما زال

Shafi 186