============================================================
السيرة المؤيدية خالبه من عز المجالس إلى ذل الحابس (1) ، وبقى قاضى القضاة الذى هو الوزير اليوم تحيرا في أسره بين أن يستولى على العمل ينفسه ، فلا يدرى كيف يكون الصدور من بعد وروده ، أو يولى غيره فلا يأسن أن يصلى نار كيده ، فقال يحتاج إلى وزير مأمون الغوائل مرة، وقال لا حاجة إلى وزير مرة ، إنما ينصب من لا نسميه وزيرا بل واسطة، فاختار أيا الفضل(2) وهو يسير الحال ويخفف ويثقل ويقدم ويحجم . وفى خلال ذلك لا ينقطع عن قراءة المجالس فى أيامها والقيام بأحكلمها ، فلو علم أن الأيام لا تكاد تخرج له جنة يتجنن بها ، ويكون هو الرامى من خلفها ، فيكون ذلك الاسم وهو الحجسم أو اللفظ وهو المعنى دعته الضرورة إلى أن يلبس حلل الوزارة ويتحلى (1) بحلاها (3)، ويركب في فلكها ويقول : "اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها* .
ولما كان معلوسا أن المنصب الذى حصل فيه يقطعه عن حضور الأندية لقراءة مجالس الدعوة ، ظن الناس أنه لا يرى العدول بهذه الخدمة عنى ، ولا يقصد بها أحدا دونى ، قبيتما هم فى ظن من هذا الباب كالتحقيق ، إذ ندب لها اين النعمان ، فجاء وصعد المنبر وقرأ على الناس فلم تكن له نفس تنهاه عن نقمص العار والذلة بالنياية فيها وحدها يعد أن كان فى القضاء والدعوة أصلا ، وبعد كون المستنيب له من جلة فروعه فرعا ، ولم يزو هذه الخدمة ععى من زواها إلا كراهية أن يسمع السلطان خلد الله ملكه ومن فى جملته من الفاظى مايسوءه ، ويتطرى فى أسرى ما أخلق الزسان جدنه وكسر حدثه . ولما عاتبته على فعله وقلت له : جعلتنى شرابا في قدرك ، فين طيبته وميتنى ؛ فكان من جوابه أن السبب فى توليته ابن النعمان عجائز قدم فى القصر حاكميات وعزيزيات يرين النعمان (ب) أنه بنى هذا الأمر ، وأن أحق الناس بمكانه أبناؤه وذريته ، فتجردن فى بابه تجردا صرت به مغلويا على أسرى ، مصروفا عن سكان عتايتى وهمتى ، فقلت له : وأين كانت هؤلاه العجائز لما مزقته كل ممزق فلا قضاه (ج) أبقيت عليه ، ولا دعوة ولا لقبأ ولا مرتبة ، وأين كانت المرهفات من (1) في د: يتحلل ._(ب) في د: للنعان. (ج) فيد: قضاءه .
(1) قبض على الجرجرانى عام 442 وزج به فى السجن ، مم نفى إلى الشام (المقريزى : خطط 2 ص1170 (2) وفى خطط المقريزى أبو المقضل صاعد بن مسعود الذى تولى واسطة لاوزيرا (ج2 ص 170).
(3) يقول ابن الأثير إن المستنصر استوزر اليازورى فى ذى القعدة سنة 442(ج9 ص 377)، ولكن ابن منجب الصيرق يقول إن ذلك فى ب عرم سنة 442 .
Shafi 123