Sinima da Falsafa
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Nau'ikan
يتضمن الرعب الخارق مخلوقات تخرج عن التصنيفات الرئيسية أو القوانين الطبيعة؛ مثل الأشباح أو الموتى الأحياء أو الكائنات الهجينة
2 (التي تجمع بين سمات الإنسان والحيوان). أما الرعب الواقعي فلا يتضمن أيا من الخروقات السابقة، ويركز عوضا عن ذلك على الأهوال التي تتسبب فيها وسائل طبيعية.
3
الشيء الذي يجمع أفلام الرعب في مجموعة واحدة هو تركيزها على استثارة الرعب في المقام الأول كرد فعل من المشاهدين.
4
فلا تستثير أفلام الرعب استجابات الرعب من المشاهدين بطرق عرضية بل تتفنن في استثارتها.
تتنوع استجابات الرعب تنوعا كبيرا في طبيعتها، لكنها تشمل نوعين بارزين من المشاعر السلبية؛ ألا وهي التقزز (أو الاشمئزاز) والخوف. على سبيل المثال مشاهدة شخص يجاهد للخروج من حفرة مليئة بإبر الحقن يستدعي خوفا مفهوما من الجروح والألم، لكنه يستدعى كذلك نوعا خاصا من الرعب يتعلق باختراق الجسد.
5
يستثير هذا المشهد لدينا حالة من التقزز والاشمئزاز، ويجمد الدماء في عروقنا على نحو يفوق عادة ما يحدث عند مشاهدة فيلم يصور شخصا تكال له اللكمات. إذا كنا بالغي الحساسية (أو لم نكن منعدمي الحساسية تماما) وشاهدنا مشهد الإبر بالكامل وبتركيز، فسنرغب في محو تجربة مشاهدة المشهد من عقولنا بأسرع ما يمكن. الرعب إذن ينطوي على طريقة خاصة جدا لتجربة مشاعر الخوف، طريقة «تجمد الدم في عروقنا». تصنف مشاعر الخوف والتقزز كمشاعر سلبية لأنهما في المعتاد مشاعر كريهة حقا، وغالبا ما تستثير سلوك التجنب. إذن هدف أفلام الرعب هو توليد نوع خاص من رد الفعل الشعوري السلبي لمشهد سمعي بصري.
لماذا تعتبر أفلام الرعب نوعا سينمائيا ناجحا ومعمرا إلى هذا الحد؟ قد تكون الإجابة الجلية التالية عن هذا السؤال هي الأفضل، وهي الإجابة التي سنتبناها على مدار المناقشة اللاحقة: يشاهد الناس أفلام الرعب (بأعداد كبيرة) لأنهم يستمدون قدرا كبيرا من المتعة منها. إذا كان ذلك صحيحا، فما «نوع» المتعة التي يستمدونها؟ ما نوع المتعة الذي يمكن التحصل عليه من أمر يستثير مشاعر سلبية بقوة، وبحدة استثنائية كما رأينا؟ هذا هو اللغز الذي يشار إليه في بعض الأحيان بالمصطلح الرنان «مفارقة الرعب».
Shafi da ba'a sani ba