Sinima da Falsafa
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Nau'ikan
في فيلم «حياة الآخرين»، نرى هذا النوع من الحظ الأخلاقي الناتج في الأحداث المرتبطة بزيلاند؛ فهي، تحت ضغط شديد، تخون حبيبها، خيانة كانت ستعرض دريمان لنتائج كارثية، مثل اعتقاله وسجنه. من وجهة نظر زيلاند، سيحدث ذلك لا محالة نتيجة لخيانتها. لكن كما رأينا، تدخل ويسلر ونقل الدليل الحاسم (الآلة الكاتبة المدانة)؛ ما منع حدوث تلك النتيجة. بالطبع هذا من حسن حظ دريمان. لكنه من حسن حظ زيلاند أيضا؛ فقد تجنبت العواقب الأخلاقية الكاملة لخيانتها.
10
إن خيانتها فعل سيئ، لكنها خيانة غير مجدية لا خيانة مدمرة للحياة. ومن المستبعد أن يحكم على خيانة غير مجدية بنفس قسوة الحكم على خيانة مدمرة للحياة. إذا كان الحظ الأخلاقي ظاهرة حقيقة، فإن ميلنا الطبيعي للحكم على خيانة غير مجدية حكما أقل قسوة من حكمنا على الخيانة المدمرة للحياة يصبح صحيحا؛ فالخيانة غير المجدية أقل ظلما من الخيانة المدمرة للحياة.
11
لقد عانت زيلاند من سوء حظ ظرفي كبير، لكن في النهاية حظيت بقدر ضئيل من حسن الحظ الأخلاقي. للأسف لم تحي طويلا لتشهد ذلك.
الحظ والندم
حتى الآن لاحظنا التأثير المحتمل للحظ على الحكم الأخلاقي الصادر من طرف ثالث، وقد ركزنا على النماذج الأبسط للحظ الأخلاقي. إلا أن بحث بيرنارد وليامز الأصلي «الحظ الأخلاقي» يتناول قضايا أكثر تعقيدا وأقل مباشرة في إطار بحثه لنقطة مختلفة نسبيا. كان وليامز مهتما بطبيعة حكم الفرد بأثر رجعي على قراراته الحياتية المؤثرة. يلعب نموذج جوجان دورا حاسما ها هنا؛ فالسؤال المحوري من وجهة نظر وليامز لا يتعلق بما إذا كان قرار جوجان بهجر عائلته من أجل امتهان الرسم في جزر جنوب المحيط الهادي أصبح مبررا أخلاقيا على أثر نجاحه الفني أم لا. بل انشغل وليامز بما إذا كنا قادرين، بالنظر إلى الماضي، على تبرير قرار مهم لأنفسنا، ناهيك عن الآخرين، وكيفية ارتباط تلك العملية في أغلب الأحيان بنجاح المشروع أو الهدف الذي يشكل المشروع جزءا منه أو فشله. إن نجاح المشروع أو فشله أمر قد لا يكون لنا سيطرة كبيرة عليه، هذا إن وجدت من الأساس. لكنه يحدد مع ذلك كيف نقيم هذا القرار، والأهم من ذلك ما إذا كنا سنندم ندما شديدا على اتخاذه.
يشرح وليامز رؤيته (1981: 35-36) في الفقرة التالية (التي تنطوي على بعض الصعوبة):
توجد قرارات ... معينة، تتعلق بمشروعات مهمة تؤثر على مسار حياة المرء حيث يتوحد الفاعل مع المشروع الذي تتخذ هذه القرارات في سبيله توحدا من شأنه أن يجعله يقيم القرار حال نجاح المشروع من حياة تدين بجزء بارز من أهميتها بالنسبة له إلى هذا النجاح في حد ذاته. وإذا فشل، قد لا يتمتع هذا القرار بالضرورة بذلك القدر من الأهمية في حياته. إذا نجح الفاعل في مشروعه، فمن غير المنطقي أن يرحب بالنتيجة بينما يندم على القرار من الأساس. وإذا فشل، فسيقيم القرار كفرد اتضح له عدم جدوى المشروع الذي اتخذت في سبيله القرارات، وهو أمر ... لا بد أن يثير لديه أعمق مشاعر الندم ... على هذا النحو يصبح القرار مبررا للفاعل لا للآخرين بالضرورة عن طريق النجاح.
عندما نتخذ خيارات حياتية جوهرية، كما فعل جوجان وكما فعل ويسلر في النهاية، نبدأ ما يشبه مشروعا؛ أي أمرا تتنوع طرق ودرجات نجاحه أو فشله. ونجاح هذا المشروع أو فشله أمر لا يخضع بالكامل لتحكمنا. علاوة على ذلك، تحدد القرارات الحياتية الجوهرية ما سنصبح عليه مستقبلا، وهذه الذات المستقبلية هي من ستحكم على اختيارنا بأثر رجعي. قد يبدو هذا الكلام أشبه بفخ؛ على سبيل المثال، إذا اختار أحد الأشخاص الانضمام إلى طائفة دينية، فربما تؤثر هذه الطائفة - وستؤثر على الأرجح - على القواعد التي سيحكم وفقا لها على قراراه بالانضمام إليها. سوف يتسبب انتماؤه لطائفة في تشويه حكمه إلى أن ينفصل عنها آخر المطاف. لكن وليامز لا ينشغل بهذا النوع من الخدع في الفقرة التي اقتبسناها لتونا، بل يهتم بالأوضاع التي ستحيط بالفرد، في المستقبل، بينما يتخذ حكما بشأن خياراته الحياتية الأساسية، وبما إذا كان ينبغي له الندم عليها أم لا.
Shafi da ba'a sani ba