Silsilat Al-Adab - Al-Munjid
سلسلة الآداب - المنجد
Nau'ikan
الاعتدال في الطعام والثناء على الله بعده
وكان ﵊ كما ذكرنا معتدلًا في طعامه، وربما جمع اللونين معًا لأجل الاعتدال، كما كان يجمع بين البطيخ والرطب، والتمر والقثاء، والقثاء بالرطب، وكذلك فإنه ﵊ كان إذا فرغ من الطعام ورفعت مائدته ﵊ قال: (الحمد لله كثيرًا مباركًا طيبًا فيه، غير مكفي ولا مودع ولا مستغنٍ عنه ربنا) رواه البخاري.
المكفي: من انكفأ الإناء إذا انقلب للاستغناء عنه، يعني: أن نشكر نعمة الله ولا نكفرها، وأن هذا الطعام نعمة من الله لا نكفرها، ولا مودع: غير متروك الرغبة إليه والطلب منه، ولسنا بمستغنين عنه، فهو فيه حمدٌ لله ﷾ على هذا الطعام، وأنه يتمنى من الله ﷾ أن تدوم هذه النعمة، وألا تنقطع.
وكذلك قد جاء في الحديث أنه ﵊، كان إذا فرغ من طعامه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين).
وكذلك جاء في الحديث الذي صحح إسناده النووي ﵀: (كان النبي ﷺ إذا أكل أو شرب قال: الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجًا) لأنه أذىً لمن لم يجعل له مخرج، لأن هذه نقمة، ومصيبة، ولذلك بعض الناس يعملون عمليات جراحية لأجل أن يجعل له مكان تخرج منه الفضلات.
وكذلك قوله ﵊: (من أكل طعامًا فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة غفر له ما تقدم ما ذنبه) حسنه الترمذي.
وكذلك فإنه قد جاء: (اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرًا منه -وأما اللبن فيقال- اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإنه ليس يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن) قال الترمذي حديثٌ حسن.
وقد صحح الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة حديثًا مشابهًا لهذا، فيما يقال عند شرب اللبن.
9 / 29