188

Silsilat Al-Adab - Al-Munjid

سلسلة الآداب - المنجد

Nau'ikan

السؤال عن الطعام
أما بالنسبة للسؤال عنه فإنه لا يدخل في قضية العيب: إذا حضر إنسان على طعام، فالسؤال على نوعين: إما أن يسأل هذا مذبوح أو لا؟ فقلنا: إذا كان مسلمًا ثقةً لا يسأله، يأكل فقط، أما إذا كان إنسانًا متساهلًا مفرطًا غير متحرٍ للحلال لا يتورع عن الشبهات هذا يتأكد منه الآكل.
لكن هناك سؤالٌ ليس به عيب، وهو أن يسأل ما هذا الطعام، أي وضعوا بين يديك طعامًا لا تدري ما هو!! قد يكون فيه شيء أنت لا تريده ولا تحبه ففي هذه الحالة لا بأس أن تسأل، وقد ورد أن النبي ﷺ كان يسأل عن ذلك، فيسأل للاطمئنان، والدليل على ذلك ما رواه البخاري عن خالد بن الوليد، أنه دخل مع رسول الله ﷺ على ميمونة: وهي خالته وخالة ابن عباس، فوجد عندها ضبًا محنوذًا -ضبًا مشويًا- قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد.
معناه: أن الضب لا يعيش في مكة، ولا الحجاز، ويكون في نجد: (فقدمت الضب لرسول الله ﷺ وكان قل ما يمد يده لطعام حتى يحدث به ويسمى له -هذا هو الشاهد ما يسأل هذا حلال أو حرام، لا، بل يسأل ما هو هذا؟ - وأهوى رسول الله ﷺ بيده إلى الضب، فقالت امرأةٌ من النسوة الحضور: أخبرنَّ رسول الله ﷺ أن ما قدم له هو الضب، فقلت: يا رسول الله هو الضب، فرفع رسول ﷺ يده عن الضب، فقال خالد بن الوليد: أحرام الضب يا رسول الله؟ قال: لا.
ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه، قال خالد: فاجتررته وأكلته ورسول الله ﷺ ينظر إلي).
فمن أراد بالسؤال أن يعرف هل هذا النوع مما هو يشتهيه أو مما يكرهه فلا بأس أن يعرف ما هو هذا، يسأل عن نوع الطعام أو من أي شيء صنع ونحو ذلك، ولأن بعض الأطعمة من طريقة الطهي لا تعرف وتتغير ملامحها، هذا الضب مشوي بطريقة لم يظهر فيها، ولذلك ما تميز له إلا بعد أن قالوا له هو ضب.
بالنسبة لوعظ من يسيء الأكل فقد تقدم حديث عمر بن أبي سلمة الذي يدل على مشروعية وعظ من يسيء الأكل.

9 / 19