ومن جواب(جوبه الإمام)(1) الناصرعليه السلام ما لفظه: (وصل)(2) كتابه الجامع للمحاسن، الفارق بين العذب الزلال والآجن الآسن.
فتعطل جيد الخلافة بدرره، ويثمر وجه الحال بغرره، متجلببا بالعجب، جامعا للأدب، قد ملأ الدلو إلى عقد الكرب، وضمنه ما هو أشهى من المن والضرب(3)، ولعمري لقد أصبح(منشئه)(4) عميد الفصاحة وناموسها، ويافوخ البلاغة وقاموسها، وما هو إلا نظايم المسك الأذفر، وكرايم اليم الأخضر، كنوز الرموز، ورموز الكنوز، وأفكار الأبكار، وأبكار الأفكار، نبه، ووعظ، وقرظ وأيقظ، لله دره من منطيق.
وما ذكره من كلام الشافعية فالغيرة من الإيمان، وينبغي الذب عن الحوزة الزيدية، والانتصار للأسرة النبوية باليد واللسان والسيف والسنان، فلا زالت تلك الرندية (5) تنبذ بالجواهر الظريفة، وتقذف بالدرر الشريفة.
والله يمد مدته، ويحرس كريم مهجته، ويعيد من بركاته.
والله يعلم أن القلب يأنس به، ويعتقد فضله وكرمه، ويأنس بأن هذا الدين لا يهضم له جانب وهو في الحياة... إلى آخر كلامه.
وكان إبراهيم الكينعي (رحمه الله تعالى)(6): يعظمه تعظيما عظيما ويكرمه. سمعته يوما يقول: هذا الهادي بن إبراهيم إمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)(7) لأنه يا فلان (أعلم)(8) الناس في علوم الشريعة، وأكملهم في علوم أهل الطريقة والحقيقة.
قال له (رضي الله عنه)(9): أحب منك أبياتا على وزن هذا البيت الأول.
فأنشأها- رضي الله عنه-:
غدا قلبي به سمكا(10)
فكيف به إذا احتنكا وقلبي هام فيك بكى
يروح اليك وهو لكا
إذا ما العين لم تركا
فما أبقى ولا تركا
عليه القلب مشتبكا
ومن خوف الصدود بكى
لدمع جفونه سفكا وإن ذكر اللقا ضحكا
Shafi 323