134

Silat Ikhwan

صلة الإخوان(بالحواشي الكامة)

Nau'ikan

ومن كراماته أن رجلا فاسقا رجم ولدا له بحجر حتى أبكاه، فدعا عليه، (وابتلي)(1) بالجذام في وقته حتى كان عبرة بين الملأ وتقطعت أعضاؤه ومات، وله (ع) موضوعات أصولية [وفروعية وقياسية](2)، روى(لي)(3) في الفقه الإمام أحمد بن حميد بن سعيد شيخه(ع) قال: لو قسم عقل المهدي بن قاسم على الناس لكفاهم، وكان يستوحش من الأمراء وأهل الرياسات، وإذا وفد عليه منهم أحد أضافه، وإذا أسوروا (عليه) (4) عيشا منع أولاده وأهله من أكله، إلى غير ذلك من كماله وعقله (ع)، وكان ساكنا (ع) بالحاف من بلاد سنحان مهاجرا لما رأى من شوكة الظلمة بصنعاء (اليمن) (5)، فدخل صنعاء لمهم له فمرض بها، وتوفي فيها، وكان يدعو الله أن يميته بين المسلمين، فاستجاب الله -سبحانه وتعالى- وتولى الصلاة عليه أخوه حاتم بن منصور، واتخذ عليه موده في الله، ومعينه على طاعة الله ، وعونه على مآربه كلها، حبيب آل محمد، وولي صالحي أوانه عن يد، عفيف الدين، (ذوي) (6) الدين القويم، والقلب السليم، والإحسان العميم، والورع المستقيم، سعيد بن منصور الحجي مشهدا بالآجر والقضاض على قبره(عليه السلام) ودفن بالقرب منه حاتم رحمه الله تعالى، وبعده الفقيه الإمام شحاك الملحدين، وناظورة المسلمين، إبراهيم بن علي العراري رضي الله عنه وأرضاه، وكان عالما، جامعا للعلوم، مجتهدا فيها محلقا لم يسبقه أحد من أهل زمانه(مثله)(7)، وقبر بعده (فيها)(8): السيد الفاضل، (العالم)(9) العابد، الزاهد، المجاهد، ربيب القرآن، وحليف الأحزان، الحسن بن المهدي بن (الهادي)(10)، وقبر فيه السيد الفاضل، العابد، الراكع، الساجد، محمد بن على الأعقم(1) رحمه الله عليه ورضوانه، وقبر فيه الفقيه الإمام العلامة، فخر العصابة الزيدية، وتاج إكليل الفرقة الناجية، محمد بن زيد بن ذاعر(1) رضي الله عنه وأرضاه، وكان محلقا، مجتهدا، سيما في أصول الدين، زاهدا عن الدينا، متورعا عنها، بساما في وجوه الناس أجمعين، وقبر فيه المقري الأفضل، العابد الأكمل، عمر بن أحمد الشرفي(2)، وكان من عباد الله الأتقياء، الأخفياء، أنحله الخوف، وقطع أوصاله الحياء من الله، والشوق إلى لقائه، وقبر فيه راشد بن محمد بن نشيب وولده عبد الله بن راشد، وكانا من أفاضل المسلمين، ومن ذوي التقوى واليقين، والورع الرصين، والنفع لإخوانهما في الدين، (ما يفوزان)(3) به عند رب العالمين، وقد قدمت ذكرهما في ذكر ورع إبراهيم الكينعي رضي الله عنهم وأعاد من بركاتهم، ودفن فيه الفقيه (العالم)(4) يحيى بن محمد التهامي، وكان عالما في الأصولين والفرائض علما راسخا، وتحقيقا (بالغا)(5)، شيخه فيها (السيد)(6) الإمام المهدي بن قاسم (رحمه الله تعالى)(7) وكان حسن الخلائق، لطيف الطرائق، محسن الظن بالله تبارك وتعالى، (ومعتقد)(8) أن الله لا يعذب (أحدا من)(9) أهل التوحيد بالنار، وكان يقول (رحمه الله تعالى) (10): عفو الله وكرمه أوسع من غضبه وانتقامه، وبقي في المشهد المقدس موضع دفن فيه عامره سعيد بن منصور الحجي، وكان فاضلا، عابدا، زاهدا، أنفق أكثر ماله على إخوانه المسلمين والفقراء والمحتاجين، وكان يتخذ الضيافات العظيمة للسادات والعلماء ويفكههم بأنواع الطيبات واللذات، - فجزاه الله عنهم وعنا خيرا- وعلى هذا المشهد المقدس أنوار النبوة وأعلام الهداية، (مقصود) (1) للزيارة من كل فج، لايزال فيه الزائر والتالي والمتضرع إلى الله في قضاء مآربه أكثر النهار، ما دعا فيه داع في حاجة إلا قضيت.

وفد إلى صنعاء رجل من شيراز متصوفا صالحا فأمسى بالقرب من المشهد، فشاهد في الليل أنوارا تصعد من قبر المهدي بن قاسم حتى تبلغ عنان السماء، فاتخذ فيه عريشا، [وعبد الله فيه مدة من الزمان] (2)، أعاد الله من بركات من ثوى فيه وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خيرا.

وكتب في لوح على قبر السيد الإمام المهدي هذه الأبيات ابن عمه السيد الإمام يحيى بن قاسم بن إبراهيم بن مطهر(3)، وكان عالما، فاضلا، كاملا، مجاهدا، استشهد في حرب الباطنية الملاحدة حولي صنعاء، وقبره في غربي صنعاء مشهور مزور، وهذه الأبيات:

وفاق بذي الكرامات الكريم

أخي الآيات والذكر الحكيم

ويمحو الحسن من وجه وسيم

وإحسانا وحسن ثنا مقيم

سلام من (لدى)(4) رب رحيم ... ضريح فاز بالخير العميم

وذاك صلاح دين الله حقا

وكيف يحيط بالمهدي قبر

ولم تسع الأراضي منه مجدا

Shafi 203