لما توفي حي (السيد) (1) الإمام المهدي بن قاسم بعد أن فاز، وبكماله على أهل زمانه امتاز، وعلى صراط الله ودينه المستقيم جاز، كان ( ع) أعلم أهل زمانه، ومستند أوانه، مجتهدا في العلوم، راسخا (قدمه) (2) في المسموع والمعلوم، أقرأ في أصول الدين وأصول الفقه والفقه مدة من الزمان زهاء ثلاثين سنة، وكان يؤهل للإمامة وتحمل الزعامة العامة، واشتد الزحام عليه (والمطالبة) (3) بعد موت حي الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة عليه السلام فامتنع أشد الامتناع، وكان له (رحمه الله) (4) الورع الشافي، والحجا الوافي، والكرامات الظاهرة، ما لا يستطاع ذكره في هذا المختصر.
من ورعه أن العامي يستفتيه فيحكي له خلاف أهل البيت، ويقول(له) (5): خذ بقول من شئت، فيقول العامي: ما أعرف إلا ما ترجح، فيقول: ما أفعل.
ومن ورعه عليه السلام: أن أهل قرية جاءوا إليه بحب كثير، وشك أن واحدا منهم وضع عليه مكيال حب من زكاة، فأظهر الضيق عليهم، وأقسم لولا أن الله تعالى ندب إلى إكرام الضيف والتجاوز له ما ذقتم لنا طعاما، وأمر بتفريقه على المسلمين، وكان على أوقار من البهائم.
[ومن ورعه (ع): أن لباسه في أكثر حالاته الشملة ولا يتخذ إلا لوقت التجمل العام] (6).
ومن ورعه (ع): أن الإمام المهدي علي بن محمد ( ع) صدر له من صعدة بثياب نفيسة مفصلة فما قبلها لشكه أن يكون فيها شيء من الزكاة حتى جاءه جواب الإمام (ع) ما يعلم فيها من (الواجبات) (7) مثقال ذرة فقبلها، وما لبسها حتى لقي الله.
Shafi 198