(وفى هذه السنة) توفى يانس الموفقى وكان رفيع المكانة عند السلطان عظيم الغناء عنه ولقد عزى به نصر الحاجب يوم وفاته فجعل يبكى ولا يتعزى وقال لقد أصيب الملك مصيبة لاتنجبر وقال من أين للخليفة رجل مثله شيخ ناصح مطاع ينزل عند سور داره من خيار الفرسان والغلمان والخدم ألف مقاتل فلو حزب السلطان أمر وصاح بن صائح من القصر لوافاه من ساعته في هذا العدد قبل أن يعلم بذلك غيرهم من جنسه فلما توفى يانس انتصح نصر الحاجب الخليفة في أمواله وكانت عظيمة وكانت له ضياع ومستغلات وأمتعة ووطاء وكسوة لا يعرف لشئ منها قدر فقال نصر الحاجب للمقتدر ان يانسا خلف ضياعا تغل ثلاثين ألف دينارا إلى ما خلف من سائر المال وأشار عليه بأن يوجه ابنه أبا العباس إلى داريانس فيصلى عليه ويأمر بدفنه ويحضر جميع فرسانه وخدمه وحاشيته فيقول لهم أنا مكان يانس لكم وفوقه وزائد في الاحسان إليكم والتفقد لاحوالكم ثم يحصى ما تخلفه ولا يفوت منه شئ فيجمع بذلك الاستحماد إلى الرجال والاحراز للمال فأصغى المقتدر إلى نصيحة نصر الحاجب وظهر له صواب قوله فما خرج عنه حوله ابن الفرات وولده عن رأيه وأمر المحسن بتحصيل التركة فأذهب أكثرها وخان الخليفة فيها وأخذ أكثر ذلك لنفسه حتى لقد كانت الشقاق الدبيقية الشقيريات التى أقل ثمن كل واحدة منها سبعون دينارا تحشى بها المخاد الارمينية والمساور وتباع فتشتري للمحسن على أن الذى داخلها حشو صوف وكذلك فعل بالقصب المرتفع والرشيدي والملحم الشعيبى والنيسابوري ولقد أخذ من الوسائد الرفيعة والمساور المحكمة فحشاها بالند والعود عتيا وطغيانا وكذلك كان يتكئ عليها ومما يعتد به على ابن الفرات وولده أن أحمد بن محمد بن خالد الكاتب المعروف بأخى أبى صخرة كان قد ولى الدواوين وكان من مشايخ الكتاب ورؤسائهم فتوفى في هذا العام وخلف ورئة
Shafi 80