ابن عبد الله الفارقى وأنفذه في جيش ثان وخرج ابن الفرات في هذه الوقعة مغيظا على الناس وأطلق يد ابنه المحسن فقتل الناس وأخذ أموالهم وغلبا على أم المقتدر بالله وملكا أمرها وكان الذى سفر لهما في ذلك مفلح الخادم الاسود وكان الامر كله إليه وإلى كاتبه النصراني المعروف ببشر بن عبد الله بن بشر وكان مجبوبا فاحتالوا على مونس المظفر حتى أخرجوه إلى الرقة وأزعجوه من باب الشماسية فكان كالنفي له وكان حامد بن العباس قد استتر وعليه من المال الذى عقده على نفسه ألف الف دينار فاحتال حامد إلى أن وصل إلى باب السلطان فدخل إلى نصر الحاجب فقال له قد تضمنني بألف ألف دينار فخذوا منى ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار واحبسوني عندكم واحتسبوا لابن الفرات بألف ألف دينار التى تضمنني بها ولا تطلقوا أيديهم على فأخبر بذلك الخليفة وأشار به عليه وقال ههنا فضل مال ويكون في حبسنا رجل هو بيت مال للسلطان فتلوموا في ذلك وقال المحسن لمفلح الخادم يفسد على أمرى كله ولابد من تسليمه إلى فلم يزل مفلح بالمقتدر والسيدة حتى زالا عن الصواب وسلما حامدا إلى ابن الفرات فكان يصفع ويضرب ويخرجه المحسن إذا شرب فيلبسه جلد قرد له ذنب ويقيم من يرقصه ويصفعه ويشرب على ذلك وأجرى على حامد أفاعيل قبيحة ليست من أفاعيل الناس ولا يستجيزها ذو دين ولا عقل ولم يصل من ماله كثيرة شئ إلى السلطان وضاع ما كان بذله وحدر إلى واسط وسلم إلى البزوفرى العامل فقتله وأخرجه إلى أهل واسط وسلمه إلى من يجنه فاجتمع الناس وصلوا عليه وعلى قبره أياما متوالية وزعم ابن الفرات للسلطان أن على بن عيسى خائن ممائل للقرمطى فصادره على مال استخرج بعضه من قبله ثم نفاه إلى اليمن ووكل به رجلا من أصحابه وأمره بالاحتيال لقتله فقبض الله يده عن ذلك بصاحب لشفيع اللؤلؤي
صاحب البريد كان قد وكله به فلما خرج عن مكة لقيه أصحاب ابن يعفر فحالوا بينه وبين الموكلين به وأرادوا قتل الموكل به لانه كان أضجعه بمكة ليذبحه فخالفه عون كان معه ودفع عنه فمنع على بن عيسى من قتل الموكل به ولما بلغ ابن يعفر تلقاه أخوه ومعه هدايا عظيمة القدر فأكرمه وأنزله في دار عظيمة وأنزل الموكل به في دار غيرها ولم يزل على بن عيسى يجرى بعد ذلك على العون المخالف في قتله وعلى عياله الجرايات دهرا طويلا ووجه المحسن ابن أبى الحوارى إلى الاهواز فقتل بموضع يعرف بحصن مهدى وكان نصر الحاجب يدارى المحسن وأباه ويطيل عنده إلى نصف الليل القعود وينصرف عنه حتى اتصل به أن المحسن ضمن لعشرين غلاما عشرين ألف دينار على أن يقتلوا نصرا إذا خرج من عند أبيه في بعض الممرات فتحفظ منه وكان لا يركب إلا في غلمان كثيرة وسلاح عتيد واحتال في إزالة نصر بكل حيلة فما قدر على ذلك واحتال على شفيع المقتدرى فدس من يقع فيه ويقول إنه إن خرج إلى الثغر يحصل عنده مال عظيم فلم يجب إلى ذلك ونفى أبا القاسم سليمان بن الحسن وأبا على محمد ابن على بن مقلة إلى شيراز وكتب إلى ابراهيم بن عبد الله المسمعى في اتلافهما فسلمهما الله ونفى النعمان بن عبد الله الكاتب وكان رجل صدق وقد اعتزل الاعمال ولزم بيته وغلة ضيعة له فغربه إلى واسط ووجه المحسن رجلا كان يصحب ابن أبى العذافر خلفه فذبحه بواسط ونفى ابراهيم بن عيسى وعبد الله بن ما شاء الله إلى واسط ودس اليهما من قتلهما وطالب ابن حماد الموصلي الكاتب فقال له نصر الحاجب سلمه إلى وعلى مائة ألف دينار من قبله وأسلمه بعد هذا اليكم على أن تلزموه بيته فلم يفعل المحسن ذلك وعنف به وشتمه فرد عليه ابن حماد القول فقتله وكان أبو بكر أحمد بن محمد بن قرابة يتكلف للمحسن نفقاته كلها من ماله أيام نكبة أبيه وخموله فلما ولى الوزارة أكرمه أبوه وأقبل عليه فحسده
Shafi 78