فاقتنى العقار وبنى دارا واختلف الناس فيه فقوم يقولون إنه ساحر وقوم يقولون له كرامات وقوم يقولون منمس * قال أبو بكر الصولى قد رأيت الحلاج وجالسته فرأيت جاهلا يتعاقل وغبيا يتبالغ وفاجرا يتزهد وكان ظاهره أنه ناسك صوفي فإذا علم أن أهل بلدة يرون الاعتزال صار معتزليا أو يرون الامامة صار إماميا وأراهم أن عنده علما بإمامهم أو رأى أهل السنة صار سنيا وكان خفيف الحركة مفتنا قد عالج الطب وجرب الكيميا وكان مع جهله خبيثا وكان ينتقل في البلدان: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد بن على الحافظ حدثنى أبو سعيد السجزى أخبرنا محمد بن عبد الله الشيرازي قال سمعت أبا الحسن بن أبى بوية يقول سمعت على بن أحمد الحاسب يقول سمعت والدى يقول وجهنى المعتضد إلى الهند وكان معى في السفينة رجل يدعى بالحسين بن منصور فلما خرجنا من المركب قلت له في أي شئ جئت إلى ههنا قال لا تعلم السحر وأدعو الخلق إلى الله تعالى أخبرنا القزاز أنبأنا أحمد بن على أخبرنا على بن أبى على عن أبى الحسن أحمد بن يوسف قال كان الحلاج يدعو كل وقت إلى شئ على حسب ما يستنكه طائفة طائفة وأخبرني جماعة من أصحابه أنه لما افتتن الناس بالاهواز وكورها بالحلاج وما يخرجه لهم من الاطعمة والاشربة في غير حينها والدراهم التى سماها دارهم القدرة حدث أبو على الجبائى فقال لهم هذه الاشياء محفوظة في منازل تمكن الحيل فيها ولكن أدخلوه بيتا من بيوتكم لامن منزله وكلفوه أن يخرج منه جرزتين شوكا فان فعل فصدقوه فبلغ الحلاج قوله وان قوما قد عملوا على ذلك فخرج عن الاهواز أخبرنا الفزار أنبأنا الخطيب قال حدثنى مسعود بن ناصر أخبرنا ابن باكويه قال سمعت أبا زرعة الطبري يقول سمعت محمد بن يحيى الرازي يقول سمعت عمرو بن عثمان يلعن الحلاج ويقول لو قدرت عليه لقتلته بيدى قرأت آية من كتاب الله فقال يمكننى أن فيه فوقع إلى صاحب شرطته محمد بن عبد الصمد بأن يخرجه إلى رحبة * * * أؤلف مثله أو أتكلم قال أبو زرعة وسمعت أبا يعقوب الاقطع يقول زوجت ابنتى من الحلاج الحسين من منصور لما رأيت من حسن طريقته فبان لى بعد مدة يسيرة أنه ساحر محتال خبيث كافر، قال المصنف أفعال الحلاج وأقواله وأشعاره كثيرة وقد جمعت أخباره في كتاب سميته القاطع لمجال اللجاج القاطع بمحال الحلاج فمن أراد أخباره فلينظر فيه فقد كان هذا الرجل يتكلم بكلام الصوفية فيندر له كلمات حسان ثم يخلطها بأشياء لا تجوز وكذلك أشعاره فمن المنسوب إليه سبحان من أظهر ناسوته * سر سنا لاهوته الثاقب ثم بدا في خلقه ظاهرا * في صورة الآكل والشارب حتى لقد عاينه خلقه * كلحظة الحاجب بالحاجب فلما شاع خبره أخذ وحبس ونوظر فاستغوى جماعة وكانوا يستشفون بشرب بوله وحتى إن قوما من الجهال قالوا إنه إله وانه يحيى الموتى قال أبو بكر الصولى أول من أوقع بالحلاج أبو الحسين على بن أحمد الراسبى فأدخله بغداد وغلاما له على جملين قد شهرهما وذلك في ربيع الآخر سنة 301 وكتب معهما كتابا يذكر فيه ان البينة قامت عنده بأن الحلاج يدعى الربوبية ويقول بالحلول فأحضره على بن عيسى في هذه السنة وأحضر الفقهاء فناظروه فأسقط في لفظه ولم يجده يحسن من القرآن شيئا ولا من غيره ثم حبس ثم حمل إلى دار الخليفة فحبس قال الصولى وقيل إنه كان يدعو في أول أمره إلى الرضا من آل محمد فسعى به فضرب وكان يرى الجاهل شيئا من شعبذته فإذا وثق دعاه إلى أنه إله فدعا فيمن دعا أبا سهل بن نوبخت فقال له أنبت في مقدم رأسي شعرا ثم ترقت به الحال إلى أن دافع عنه نصر الحاجب لانه قيل له هو سنى وإنما يريد قتله الرافضة وكان في كتبه إنى مغرق قوم نوح
Shafi 72