============================================================
وأنصار دينه المخلصين ، فاستبحت حماه ، وأبدت غضراه (1) ، وجعلته عظة للظالمين ،
وعبرة للمعتبرين ، مستصحبا من عزم إمامك ما يذلل لك الحزون ، ويقود اليك العصى الحرون ، ثم انكفأت إلى الجبال التى اقتصصت آنباءها ، فدوخت قللها وملكت معاقلها ، وحسمت غوائلها ، واجتمع الكافة قبلك على سواء فى النصيحة والاوعلان بشعار الدعوة الهادية ، وانك في اثناء ذلك حتى ورد رسلك بما حبيت به من حضرة الإمامة ، وخصصت بسنائه من التشريف والكرامة ، وتلقيك ذلك بالإعظام ، وقيامك فى شكر النعمة أحمد مقام ، وتصف استشراف متولى مكة - 5 (ب) 11 ال لما لك (24) من الأمتعةوالأقوات ، فانك تستخيرالله حرسها الله -إلى حلى تعالى وتتوخى له مقدما للإعذار واللين فى المقال إن نجح أو أثر ، وإلا حاكمته إلى اله وهو خير الحاكمين ؛ ثم تسأل فيما يتعلق بعبد الله بن ابراهيم الحسينى قاضى مكة بنقل خدمته إلى ولد ولده لما ذكرته من صيانته ، ووصفته من أمانته .
والثانى يشتمل على خبر اصدارك الكتاب الأول ، وما كان من اقتصاصك حال المعروف بابن عراف وكفره النعمة ، وقطعه العصمة ، واستبداله السيئة بالحسنة ، وما انتهت اليه حاله شيئا شيئا ، حتى مر شريدا طريدا ، قد سد الله في وجهه كلمسلك وطريق ، فكآنما خرمن السماء فتخطفه الطيرآو تهوى به الريح فى مكان سحيق فإنك تقفو أثره صامدا لاستتصاله، حاسما لاسباب غيسه وضلاله : وما آنبات به من وفاة أسعد بن عبد الله - رحمه الله - على خيرما درج عليه شمل بحقائق الدين معتصم بمناصحة أمير المؤمنين (25) وسألته من الاسترحام حله - ولجماعة من أمثاله من السابقين الأولين ، ووقف على جميع ما قصصته ، وأحاط العلم بما اقتصصته ، وأكثر مير المؤمنين من حمد الله جلت الاوه ، على ما لايزال يعليه من حدود الدين أولياوه، و يخفضه من مناكب أعدائه ، ويقضى به لأتصاره من الاعزاز والنصر ، وللنا كبين عن طاعته بالذل- والقهر، وألفاك أمير المؤمنين فى كل ما تصرفت فيه من المقال
(1) الغضراء معناها الأرض الخضراء ، أى أنه ا كتسح أرضه .
(ب) من مدن المن .
Shafi 40