============================================================
أمير الحيوش ، سيف الإسلام ، ناصر الإمام ، أبوالنجم بدر المستنصرى أدام الله قدرته ، وأعلى كلمته - فيهذا الحين ذكرك بالحضرة ، وشيد مالك لديها من الاصطفاء والاثرة ، وأثنى على أفعالك الخالصة فى الطاعة ، وها أنت معتمدة من الولاء والتباعة، وتتوشج به من الخلال الحميدة ، والطرائقالسديدةالرشيدة ، إلى غير ذلكمن أوصافك التى حللت بها فى المكان (290) الرفيع ، وصرت معها فى ذروة العز المنيع ، ومدينة مان وإن كانت خارجة عن أعمال الحوزة ، وبعيدة القطر من بلاد الحضرة (1)، فإن أمير المؤمنين بما استخلفه الله تعالى عليهمن خليقته وأرضه ، ونص عليه من القيام حقوق فرضه ، تعين على نفسه إنكار ما حلا- تبلغه الاستطاعة ، وتغيير ما يقدح في الدين بسوء الشناعة ، ولما انتهى إلى حضرة أمير المؤمنين حال المدينة المذكورة ، وما جرى فيها من الغلاء والفساد ، والخروج عن قضايا الشريعة الحنيفية، والمروق عن أحكام الملة الدينية ، واختلاق مالم يثبت فى محكم التنزيل ، وادعاء ما لم يستند فيه إلى حجة التأويل ، فإنه قد انتهى فى ذلك إلى حل شرائع الإسلام ،
ونقض مبانى الدين ، واعتماد الأفعال التى تعود بسخط اللهتعالىوإنكارأمير المؤمنين، وأنهم يخبطون فى عشواء ، ويتيهون فى عمياء ، بلا راع يربهم ولا وال عادل
يسوسهم ويدرهم؛ وقدكان عذق أمر الحرم المحروس وأعماله بولايتك ، ووكله إلى تدبيرك وسياستك ، بحكم كون الأعمال الينية والحجازية واحدة فى (291) الاهتمام بأحوالها ، ولقرب أعمالك مر: أعمالها ، ونفذ التقليد بذلك لك عن حضرة
أمير المؤمنينمضمنأمن تفخيمأمرك ، وإعلاءذ كرك ، مايشد بهعضدك ، ويورى (ب" له زندك ، وما وقوفك عليه يغني عن إعادته ، رأى أميرالمؤمنين وبالله اعتضاده- ان يضيف إلى ذلك وما يجرى فى نظرك ولاية مدينة عمان ، لكونها أيضا لأعمالك جاورة ، وإلى خيرك صائرة ، وكتب هذا السجل لك بذلك لتقدم استخارة الله سبحانه، وتقلد ما قلدك آمير المؤمنين بها ، عاملا بتقوى الله التى هى خير الزاد، (1) في الأصل. الحضر (ب) في الأصل .يرى.
177
Shafi 52