17
وما أشبه إسراف اللذة أن يكون الرجاء اليائس؛ فالمستهتر بهذه اللذة يغلو في استمتاعه غلو من ظلم نفسه، لا يتحرج، ولا يتورع.
18
وما أشبه إعنات الكآبة
19
أن يكون اليأس الراجي؛ فالمبتلى بالكآبة يجفو عما عداها جفاء من ظلم نفسه، لا يتسمح، ولا يترخص،
20
والنفس الغالية التي جاوزت قدرها، كالنفس الجافية التي انحطت عن قدرها: كلتاهما على طرف يمين الشر وشماله. •••
ونظرت إلي تلك المرأة نظرة حزت في قلبي؛ لأنها لا تسألني المدح، وكذلك لا تريد مني الذم؛ وبعد أن رضيت أن تسمع لي كأنها تقرأ كلامي في كتاب، وواثقتني على أن تعتبرني مخاطبا فكرها دون شخصها، ومحاورا فلسفتها دون تاريخها، قالت: أحسبك لست كغيرك من الناس.
قلت: ولا أنا كالملائكة.
Shafi da ba'a sani ba