176

Sidq Akhbar

Nau'ikan

============================================================

ومضى بنفسه إلى طبرية ببقية العساكر، كما ذكرنا، فتسلمها عنوة. فلما علمت الفرنج أنه أخذ طبرية تهيوا لقصده، فركب الملك الناصر من عند طبرية. وسار إليهم يوم السبت لخمس (1) أيام بقين من ربيع الآخر، والتقى الجمعان، واشتد الحرب والتحم الطعن والضرب، وثبت المسلمون (2)، وانخذلت النصارى، وتقهقرت كتايب الفرنج، وكثر بينهم الهرج، واشتد القتال، وثبتت الأبطال، وانفتح على المسلمين المجال، وكثر القيل والقال، وتواصلت الحملات، فاحل(3) في الفرنج /27 ب/ البوار، وعزموا على الفرار.

ولما رأى القومص صاحب طرابلس قوة العيار حمل على من قدامه من المسلمين، وكان هناك تقي الدين صاحب حماه، فأفرج له وعطف عليهم فنجا القومص، وثم في الهزيمة إلى طرابلس، ومات غبنا، ونصر الله المسلمين .

[ موقعة حطين] وأما بقية الفرنج فالتجوا إلى جبل حطين، وأحاط المسلمون (1) بهم من جيع الجهات، والتحمت الحرب، وكانت الدايرة على الفرنج، وصار في قبضة المسلمين وأخذوا باليد، وحصلوا في الأمر. وكان في جملة من أسر ملك الفرنج الكبير، والبرنس أرناط صاحب الكرك، وصاحب جبيل، وابن النفري، ومقدم الداوية، وجماعة من الاسبتارية. وما أصيب الفرنج من حين خرجوا إلى الشام، وهي سنة إحدى وتسعين وأربعماية إلى الآن بمصيبة مثل هذه الوقعة لأن الفرنج التجوا إلى الجبل واتقطع عنهم المدد، فهلك الجمع الغفير منهم، وأسر من آسر.

(1) كذا، والصواب: ولخمسة".

(2) في الأصل: "المسلمين" .

(3) كذا في الأصل، وللمراد : "فحل، .

(4) في الأصل: "المسلمين".

Shafi 176