============================================================
[ملك شير كوه مصر وقتل شاور] في ربيع الأول من هذه السنة، سار أسد الدين شير كوه ابن شادي إلى ديار مصر ومعه العساكر النورية، لأن الفرنج تمكنت من البلاد المصرية وتحكمهم من المسلمين حتى ملكوا بلبيس قهرا، ونهبوها وقتلوا وأسروا أهلها، ثم ساروا من بلبيس، ونزلوا على القاهرة عاشر صفر وحصروها.
وأحرق شاور مدينة مصر خوفا من أن يملكها الفرنج، وأمر أهلها بالانتقال إلى القاهرة. ثم استمرت النار تحرق أريعة وخمسين يوم (1). فأرسل العاضد الخليقة إلى نور الدين يستغيث به، وأرسل في الكتب شعور النسا.
وصانع شاور الفرنج على ألف ألف دينار يحملها إليهم، فحمل إليهم ماية ألف دينار، وساهم أن يرحلوا عن القاهرة ليقدر على جمع المال وحمله إليهم، فرحلوا.
وجهز نور الدين العساكر مع شيركوه، وأرسل معه عدة أمراء، منهم ابن أخيه صلاح الدين يوسف ابن أيوب، على كره منه.
أحب نور الدين مسير صلاح الدين، وفيه ذهاب الملك من بيست /15ب/ نور الدين، وكره صلاح الدين المسير، وفيه سعادته وملكه.
وعسى أن تكرهوا شيتا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم(2).
ولما قارب شير كوه مصر رحل الافرنج من ديار مصر على أعقابهم إلى بلادهم القدس وعكا ونواحيها، فكان هذا لمصر فتحا جديدا .
ووصل أسد الدين إلى القاهرة في رابع ربيع الآخر، واجتمع بالعاضد (1) كذا، والصواب: "يوماه: (2) سورة اليقرة، الآية 216.
Shafi 120