Siddiqa Bint Siddiq
الصديقة بنت الصديق
Nau'ikan
وكل حكم قائم على إنكار الواقع أو المغالطة فيه فهو جهالة تنكشف لا محالة في يوم من الأيام، وإن لم تنكشف كانت كالداء المكتوم أوبل ما يكون وهو مجهول.
والواقع أن الرجل والمرأة مختلفان، وأن اختلافهما حقيقة علمية وحقيقة تاريخية وحقيقة حسية، وحقيقة تعرف بالعقل والبداهة.
فالمرأة تخالف الرجل في وظائف الغدد، وفي تكوين الأعضاء، وفي شواغل الذوق والإحساس.
والمرأة تخالف الرجل في أعمالها وتكاليفها منذ القدم في جميع الشعوب، ومن قال إن هذه المخالفة من فعل الرجال وسيطرتهم وليست من فعل الطبيعة وسيطرتها فقد قال إنها من فعل الطبيعة وليست من فعل الرجال.
والمرأة تخالف الرجل في القدرة حتى حين تشاركه في العمل الذي تفردت به منذ زمن طويل، فهي منذ زمن طويل تزاول الطهي والخياطة والتجميل والولادة، وتندب الموتى وتشيعهم بالبكاء والتعديد، ولكنها لا تبلغ شأو الرجل في هذه الصناعات إذا وقعت المزاحمة بينهما في إحداها، فالطاهي يفوق الطاهية، ومبدع الأزياء يفوق مبدعتها، والطبيب المولد مقدم على الطبيبة المولدة، وكل ما نظمته النساء من الرثاء لا يوازن قصيدة من الرثاء الجيد في شعر الرجال.
والمرأة تخالف الرجل، ولا بد أن تخالفه على سنة الفطرة التي عمت الأحياء، فإن سنة الفطرة لا ترمي إلى توحيد العمل، بل إلى توزيعه وتنويعه، ولا تجعل جنسين ليشتركا في حقوق واحدة وواجبات واحدة، بل تجعلهما جنسين ليختلفا في الحقوق كاختلافهما في الواجبات.
هذه هي الحقيقة الماثلة بين أعيننا، وعلى أساسها ينبغي أن تنبني المذاهب والآراء، أما الذين يضعون المذاهب والآراء ثم يقسرون الحقيقة على موافقتها فأولئك على باطل، ولن تقوم للباطل قائمة في عالم الطبيعة.
ومن أمثلة المذاهب التي تقسر الحقيقة على موافقتها مذهب الشيوعيين في التسوية الكاملة بين الرجل والمرأة؛ فهم يريدون أن يهدموا الأسرة؛ لأن الأسرة في زعمهم أصل الاستغلال، وإن الاستغلال قائم على الاختلاف بين حقوق الرجل وحقوق المرأة، ولهذا يجب أن يبطل هذا الاختلاف، وأن تتقرر المساواة بين الرجال والنساء في جميع الأحوال وجميع الأعمال.
وهذا تسخير للحقيقة في سبيل الرأي، وهو وحده كفيل بالقضاء على المذهب الشيوعي واقتساره عاجلا أو آجلا على موافقة الحقيقة التي يريد هو أن يقتسرها على هواه. •••
فليس الإنصاف إذن أن يتساوى الرجل والمرأة في جميع الحقوق والواجبات وهما مختلفان هذا الاختلاف الظاهر للعيان، الماثل للعلم والحس منذ كان الإنسان، بل قبل أن يكون الإنسان؛ حيث يختلف الذكر والأنثى في عالم الحيوان.
Shafi da ba'a sani ba