Siddiqa Bint Siddiq
الصديقة بنت الصديق
Nau'ikan
8
عركة
9
للأذاة بجنبه صفوحا عن أذاة الجاهلين، يقظان الليل في نصرة الإسلام.»
ووصفت أباها في خطبة أخرى فقالت: رحمك الله يا أبت! فلئن أقاموا الدنيا لقد أقمت الدين حين وهى شعبه، وتفاقم صدعه، ورجفت جوانبه، وانقبضت عما إليه أصغوا، وشمرت فيما عنه ونوا، واستصغرت من دنياك ما أعظموا، ورغبت بدينك عما أغفلوا، طالوا عنان الأمر واقتعدت مطي الحذر، فلم تهتضم دينك ولم تنس غدك، ففاز عند المساهمة قدحك، وخف مما استوزروا ظهرك.
ووقفت على قبره قائلة - وهو كلام يستغرب تنسيق فواصله وترجيع ضمائره، ولكنه لا يستبعد على عصره:
نضر الله وجهك، وشكر لك صالح سعيك، فلقد كنت للدنيا مذلا بإعراضك عنها، وللآخرة معزا بإقبالك عليها، ولئن كان أجل الحوادث بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
رزؤك وأعظم المصائب بعده فقدك. إن كتاب الله ليعد بالعزاء عنك حسن العوض منك، فأنا أتنجز من الله موعوده فيك بالصبر عليك، وأستعيضه منك، بالدعاء لك. فإنا لله وإنا إليه راجعون، وعليك السلام ورحمة الله توديع غير قالية لحياتك، ولا زارية على القضاء فيك.
وقد كان لها أسلوب فيما يرتجل يناسب موضوعه، كما كان لها فيما يجوز تحضيره أسلوب يناسب ما يحتفل له بالتحضير. فلما حكت عن زواجها بالنبي قالت بأسلوب مرسل سهل ، ولكنه مع ذلك جزل فصيح: «... تزوجني رسول الله
Shafi da ba'a sani ba