Siddiqa Bint Siddiq
الصديقة بنت الصديق
Nau'ikan
فإن كان ما قد جاء عني قلته
فلا رفعت سوطي إلي أناملي
وقال هشام بن عروة عن أبيه: «كنت قاعدا عند عائشة فمر بجنازة حسان بن ثابت فنلت منه، فقالت: مهلا! فذكرتها كلامه، فقالت: فكيف بقوله:
فإن أبي ووالده وعرضي
لعرض محمد منكم وقاء
ولا شك أن الذي ذكرته السيدة عائشة لحسان لا ينسى، وأن الذي صفحت عنه بعد ذلك كثير، وأن حمد الصفح هنا أولى من ملاحظة التذكير والتبكيت. •••
أما كرم السيدة عائشة فهي فيه إلى النجدة أقرب منها إلى السخاء، وهي فيه على آسال من أبيها العظيم رضي الله عنه، تنقذ من الأسر وتغيث من البلاء، وتعطي من هو في حاجة إلى العون العاجل ما تيسر لها العطاء، وكانت في كرمها على حال سواء في أيام النبي - عليه السلام - حين لا مال لديها إلا القليل الذي هي أحوج إليه، أو في أيام الفتوح التي تيسر لها فيها من المال ما لم يكن قبل بميسور.
كان لعتبة بن أبي المهلب جارية حبشية اسمها بريرة زوجها على غير رضاها عبدا من عبيد المغيرة فكرهته وأعرضت عنه، وهي أهل لمن هو أصلح وآدب منه. فرحمتها السيدة عائشة فاشترتها وأعتقتها، وخاطبت فيها النبي - عليه السلام - فقال لها: ملكت نفسك فاختاري!
وكان زوجها يتعلق بها، ويتبعها حيث سارت وهي معرضة عنه، فتعجب النبي بين أصحابه يوما من فرط حبه لها وزهدها فيه، وقال لها: اتقي الله فإنه زوجك وأبو ولدك! قالت: أتأمرني؟ قال: لا، إنما أنا شافع. فقالت: إذن لا حاجة بي إليه.
وما زالت بعد ذلك في خدمة السيدة عائشة تخلص لها، وتذكر لها عطفها عليها، ولا تنسى لها جميلها.
Shafi da ba'a sani ba